واصلت الصحف الباكستانية الصادرة صباح اليوم السبت متابعتها للتطورات السياسية بعد إعلان الائتلاف الحاكم على استئناف العمل لمحاسبة الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وأبرزت الصحف أنباء عزم الرئيس مشرف الدفاع عن نفسه ومواجهة أي حركة يستأنفها الائتلاف الحاكم ضده في البرلمان الوطني، مشيرة إلى دراسة مشرف في الوقت الحالي لعدد من الخيارات التي سردت أمامه من قبل مستشاريه القانونيين وحلفائه السياسيين وعلى رأسها تحدي مشروع محاسبته أمام المحكمة الاتحادية العليا الموالية له. وفيما حذرت بعض الصحف نقلاً عن أحد مستشاري مشرف عن احتمال لجوئه إلى استخدام صلاحياته وحل البرلمانات والحكومة كآخر حل لإنقاذ نفسه. أما الائتلاف الحاكم فقد يسعى في الوقت الحالي إلى حشد صفوفه وإقناع باقي الأحزاب لجمع ثلثي الأصوات في البرلمان الوطني بمجلسيه الأدنى / الجمعية الوطنية / والأعلى / مجلس الشيوخ / قبل إصدار مذكرة عبر البرلمان للتصويت من أجل سحب الثقة عن الرئيس مشرف والإطاحة به. كما يسعى الحلفاء السياسيون لمشرف من جانبهم لإقناع النواب المستقلين إلى الانضمام لصفوفهم من أجل مواجهة وإفشال مشروع الائتلاف الحاكم الخاص بسحب الثقة عن الرئيس. وتناقلت الصحف تحذير حزب الرابطة الإسلامية الموالي لمشرف من أن عزم الائتلاف الحاكم على محاسبة الرئيس سيقود البلاد إلى كارثة سياسية واقتصادية. وفيما اعتبرت بعض الصحف أن فتح احتمال إقالة رئيس الجمهورية وسحب الثقة عنه عبر التصويت في البرلمانات قرار غير مسبوق في تاريخ باكستان. وحول ردود الأفعال الدولية إزاء إعلان الائتلاف الحاكم في باكستان عزمه على محاسبة الرئيس للإطاحة به، فقد أوردت الصحف الباكستانية موقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الذي اعتبر الأمر شأناً داخلياً لباكستان، إلا أن بعض الصحف أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة لا زالت تعتبر مشرف حليفها الأقوى على المشهد الباكستاني في سياستها الخاصة بالحرب على الإرهاب. ولفتت إلى اجتماع كبار قادة الجيش الباكستاني بعد يوم من إعلان الائتلاف الحاكم عزمه على محاسبة مشرف لرصد أي بادرة دعم يقدمونها للرئيس الجنرال المتقاعد برويز مشرف الذي لا زال يحظى بدعم المؤسسة العسكرية التي قادها على مدار السنوات الثماني الماضية. وعلى الصعيد الأمني أبرزت الصحف أنباء مصرع وإصابة أكثر من مئة وستين شخصاً في المعارك الجارية بين قوات الأمن ومسلحي حركة طالبان المحلية في مقاطعة باجور القبائلية المحاذية للحدود الأفغانية خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن من بين القتلى ستين مسلحاً وأربعين جندياً إلى جانب ستين مصاب بين الطرفين. وتطرقت إلى اعتقال الشرطة في مدينة لاهور 11 مشتبهاً على صلة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان بينهم أربعة انتحاريين كانوا يعتزمون استهداف مصالح حكومية حساسة، وذلك في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الداخلية عن تلقيها معلومات حول تسلل انتحاريين إلى المدن الكبرى، وإعلانها عن رفع حالة التأهب الأمني إلى أقصى درجاته في ضل تلك المعلومات. وعلى الصعيد الاقتصادي أشارت الصحف إلى ان استمرار تراجع مؤشرات سوق الأسهم وسط الجدل السياسي الجديد وضع علامات استفهام على مستقبل رئيس الجمهورية. م.ر // انتهى // 0740 ت م