قبل أشهر قليلة لم يكن لبنان مدرجا على الخريطة السياحية لا بل كان بلدا تحذر الدول العربية والأجنبية على السواء رعاياها من التوجه إليه حتى أن اللبنانيين المقيمين في الخارج لم يرغبوا أو كانوا متخوفين من زيارة بلادهم لبضعة أيام فقط وذلك كله عقب انقلاب أوضاع البلاد رأسا على عقب إثر اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عام 2005م وما تلاه من تفجيرات واغتيالات وأوضاع أمنية مريعة وعدوان يوليو الإسرائيلي صيف 2006م ومن ثم أزمة مخيم نهر البارد صيف عام 2007م. ونقل تحقيق اقتصادي نشرته صحيفة / النهار / اليوم الجمعة عن تقرير أصدره مجلس السياحة والسفر العالمي الصادر في شهر إبريل الماضي أن لا يشهد لبنان إثر كل تلك الأحداث الأليمة أي نمو على مستوى السياحة والسفر إلا بما لا يزيد عن بنسبة 4ر0 في المئة أي من دون تغيير يذكر مقارنة بالنتائج المحققة عام 2007م علما أن هذا النمو كان قد سجل انخفاضا حادا نسبته 6ر11 في المئة قياسا بالطلب عام 2006م وانخفاضا أكبر نسبته 3ر13 في المئة مقارنة بالطلب عام 2005م. واستدرك تحقيق / النهار / .. لكن ما شهده الواقع السياسي والأمني اللبناني جاء معاكسا لكل التوقعات حيث أسفر اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة وما تلاه من أعمال توافقية داخلية انعكس إيجابا على القطاع السياحي اللبناني حيث جاء الواقع السياحي خلال شهر يونيو الفائت ليلغي حقيقة الأرقام الواردة في التقرير المذكور. وبيَّن التحقيق أن لبنان اجتاز مرحلة الخطر على المستوى السياحي إذ أظهرت القراءة الرقمية لوزارة السياحة اللبنانية حول حركة الوافدين إلى البلاد في يونيو 2008م ارتفاعا بنسبة 47ر97 في المئة وبلغ عدد الوافدين 136 ألفا و853 زائرا وذلك مقارنة بيونيو 2007م الذي سجل 69 ألفا و303 زائرا. وسجل عدد السياح العرب ارتفاعا ملحوظا بنسبة 83ر121 في المئة ليبلغ 45 ألفا و 396 زائرا في يونيو الفائت في مقابل 20 ألفا و464 زائرا في يونيو 2007م. ونسبت القراءة الرقمية إلى شركة طيران الشرق الأوسط / الناقل الجوي اللبناني الرسمي / إشارتها إلى أن الواصلين إلى لبنان على متن رحلاتها بلغ 96 ألف راكب خلال شهر يوليو الماضي في حين ارتفع عدد الركاب ذهابا وإيابا خلال الشهر عينه إلى 163 ألف راكب أي بزيادة 44 في المئة عما كانت عليه في يوليو 2007م. // يتبع // 1316 ت م 1016 جمت NNNN 1328 ت م