اختتم المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية اجتماعه الثاني مساء اليوم في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة / الإيسيسكو / باعتماده البيان الختامي والتوصيات. واختار المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية الدكتور عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي رئيساً له. وأوصى المجلس بتعميم ما تحفل به مصادر الدين الإسلامي وثقافته وتراثه من مضامين حول الدعوة إلى وحدة الأمة وتأكيد أهميتها ، وتضافر الجهود لتوضيحها في أوساط عامة الناس الذين يقعون فريسة لفتن النزاع المذهبي والطائفي لأسباب خارجية أو داخلية ، والتعريف بها في مختلف وسائل النشر وقنوات التواصل. ودعا إلى الاستعانة بالعلماء الضالعين في قضايا التقريب بين المذاهب الإسلامية ، في تهدئة الأوضاع في المناطق التي تشهد التوتر الطائفي ، وللسعي من أجل تعزيز الثقة بين قيادات الطوائف والمذاهب الإسلامية ، والعمل على تخفيف أسباب التوتر والتعصب المذهبي والطائفي بالوسائل التي يرونها مناسبة. كما دعا إلى وضع حد للارتجال في الفتوى ، لما يسببه انفلاتها من عواقب وخيمة على الأمة في دينها وأمنها وثقافتها وعلاقاتها، فضلاً عما يحدثه ذلك من تشويه لصورة المسلمين في العالم. وأكد على أهمية تعميق التفكير في توسيع سبل التقريب بين المذاهب الإسلامية عن طريق المزيد من الأنشطة ذات الصلة في خطط عمل الإيسيسكو وغيرها من المؤسسات الإسلامية ، لتعزيز الحوار والتعارف بشكل دوري وبوسائل التواصل الجماعي والشخصي بين القيادات الدينية والطوائف الإسلامية وعلمائها وقياداتها الفكرية ، وتبادل المطبوعات والمعلومات فيما بينها. ودعا المجلس الاستشاري الإيسيسكو إلى اتخاذ التدابير الضرورية مع جهات الاختصاص في الدول الأعضاء لإدماج مادة ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية في المناهج الدراسية وفق أسس تربوية وعلمية. وأوصى المجلس بتعميق الدعوة إلى الوحدة الإسلامية ثقافياً وتربويًا وإعلامياً، والعملُ على تعزيز الخطاب الإسلامي. كما دعا المجلس الجهات الإعلامية في الدول الإسلامية إلى تعميق الأفكار التقريبية والوسطية والحفاظ على شخصية الأمة الإسلامية وثقافتها وأخلاقها في خطاب يناسب العصر ولا يتخلى عن القيم والهوية الإسلامية. ودعا المجلس الاستشاري الأعلى الإيسيسكو ومجمع الفقه الإسلامي الدولي والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى التنسيق والتكامل من أجل بذل جهود جادة وعملية لصالح التقريب بين المسلمين ومذاهبهم، وتكثيف أنشطة التعاون الفاعلة في هذا السبيل، مع التركيز على الأنشطة الهادفة توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وتشجيع العلماء والمفكرين على إعداد الدراسات المتخصصة في هذا المجال وترجمتها ونشرها على أوسع نطاق. وناشد المجلس دولَ العالم الإسلامي والدول المحبة للسلام في العالم مؤازرة الشعب الفلسطيني في محنته، والعملَ على توحيد رؤية فصائله حتى يتمكن من استرجاع حقوقه المغتصبة، واستعمال كلّ الإمكانات المتاحة لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية. // انتهى // 2347 ت م