تتجه العلاقات الصربية الأوروبية إلى تسجيل مرحلة من الانفراج وبعد فترة من التوتر استمرت أكثر من عقد كامل من الزمن تلت الحرب البلقانية التي جرت بداية التسعينات وأسفرت عن تفكك الاتحاد اليوغسلافي السابق. ويبحث وزراء خارجية التكتل الأوروبي السبع والعشرين اليوم الثلاثاء خلال لقائهم الدوري في بروكسل تداعيات اعتقال مجرم الحرب الصربي رادوفان كراديتش في بلغراد نهار الاثنين والتوجه إلى تسليمه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. ويقف رادوفان كارديتش وعدد آخر من كبار المسئولين الصرب السابقين وراء مذابح راح ضحيتها آلاف من المسلمين إبان الحرب البلقانية وخاصة في البوسنة. ووضع التكتل الأوروبي من تسليم هؤلاء المجرمين إلى محكمة الجزاء الدولية لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة احد شروط التطبيع العملي والفعلي مع صربيا. ويجري وزير خارجية صربيا فوك جريميك محادثات اليوم الثلاثاء في بروكسل مع عدد من كبار المسئولين الأوروبيين من بينهم مفوض توسيع الاتحاد أولي رهين. وبدأ الاتحاد الأوروبي وصربيا آلية تقارب الربيع الماضي بعد الانتخابات التشريعية الصربية للتوصل الى توقيع اتفاقية للشراكة والاستقرار وهي الخطوة الأولى لفتح باب العضوية الأوروبية أمام بلغراد. ويمثل اعتقال كارديتش خطوة حاسمة على طريق تذليل اول عقبة اما تطوير العلاقات الصربية الأوروبية حيث اشترطت هولندا بداية تعاون صربي فعلي مع محكمة لاهاي لرفع تحفظاتها أمام إحداث تقارب أوروبي مع صربيا. وأعلنت الحكومة الهولندية صباح اليوم انها ترحب بخطوة السلطات الصربية وأن المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية القاضي البلجيكي سيرج براميتز سيتوجه فورا الى بلغراد لاستلام مجرم الحرب كراديتش. ويسود الاعتقاد في بروكسل ان صربيا وبعد فترة من التردد قررت التعاون الفعلي مع العدالة الدولية وتفضيل التقارب مع الاتحاد الأوروبي رغم استمرار الخلافات بشأن مستقبل اقليم كوسوفا الذي اعلن الاستقلال عن صربيا من جانب واحد يوم 17 فبراير الماضي. ورحب رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه باروزو في بيان وزعه مكتبه في بروكسل باعتقال كاردجيتش ووصفه بأنه تطور مهم من شأنه ان يدعم جهود المصالحة في منطقة البلقان. كما اقر باروزو ان الخطوة الصربية تدعم الطموحات الأوروبية لصربيا في هذه المرحلة. وسيكون قيام صربيا بتسليم رئيس أركان جيش البوسنة السابق الجنرال راتكو ملاديتش وزعيم صرب كرواتيا غوران هاديتج عنصرا حاسما إضافيا لدعم التقارب الأوروبي الصربي حسب المراقبين في بروكسل. كما ان قيام الحكومة الصربية المكونة يوم سبعة يوليو الجاري من ائتلاف بين القوميين وأنصار الاندماج الأوروبي يعكس تقدم الأطروحات الأوروبية في صربيا حاليا وبعد عدة سنوات من المشادة العنيفة والمريرة القائمة بينها وبين كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. //انتهى// 1007 ت م