عُقد في جامعة الملك سعود اليوم مؤتمراً صحفياً للإعلان عن توصل فريق بحثي من اكتشاف بصمة حيوية (Biomarker) لتحديد سرطان الرئة . وفي بداية المؤتمر قدم معالي مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان تهنئته للفريق البحثي معرباً عن اعتزاز وفخر جميع منسوبي الجامعة بتحقيق هذا الانجاز الذي يسجل في سجل شرف الجامعة وينسب للوطن ويحقق الرؤية المستقبلية للجامعة في مجال البحث والتطوير من خلال الشراكة المجتمعية لبناء مجتمع المعرفة. وقال // إن هذا الانجاز ليس وليد اللحظة ولكنه بدأ منذ قرابة خمسة عشر سنة وهم يعملون عليه وقد تميز هذا الانجاز بشراكة داخل الجامعة بين كليتي العلوم والطب وشراكة بين جامعات عالمية في أكثر من دولة وكذلك فيه تفعيل لطلاب الدراسات العليا والذين يعدون جزء من المنظومة البحثية لهذا المشروع وهذا الاكتشاف له دلالات الأولى أن يأتي في أطار الدور الحيوي لحكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية وهذا الانجاز يؤكد على المستقبل المشرق لجامعة الملك سعود في تحقيق الريادة العالمية لهذه الجامعة وهذا الانجاز تم تقديمه لمكتب براءات الاختراع في الولاياتالمتحدةالأمريكية ليكون له قيمة اقتصادية مضافة على الاقتصاد الوطني وهذا مايطلق عليه مفهوم الاقتصاد المعرفي // . وذكر الدكتور العثمان أن الجامعة ستمنح مكافأة مالية بقيمة خمسين ألف ريال لكل من أسهم في هذا الانجاز مع منحهم الميدالية الذهبية للبحث العلمي في جامعة الملك سعود وهذا يأتي في أطار التحفيز الذي تنتهجه حكومة خادم الحرمين الشريفين في تكريم من يسجل براءة اختراع . ثم ألقى رئيس الفريق البحثي البروفيسور فاديفيل مسلماني كلمة أوضح فيها أن هذا العمل جاء نتيجة بحوث مستمرة وطويلة بالتعاون مع مجموعة من الباحثين من جامعة الملك سعود وأيضاً بالتعاون مع باحثين من جامعة فرجينيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية مشيرا أن الدراسة تشير إلى أن بصمات السرطان الحيوية هي عبارة عن بروتينات توجد محملّة في بلازما الدم نتيجة للنشاط الأيضي غير الطبيعي لخلايا السرطان وجميع هذه البصمات تُقاس بطرق كيموحيوية.حيث قام الفريق البحثي بتوظيف طريقة ضوئية تعتمد على الليزر لتحليل البصمات الحيوية تلك والموجودة في بلازما الدم والبول واللعاب. وبين ان الدراسة التي امتدات قرابة خمسة عشر عاماً في جامعة الملك سعود وفي جامعة أنّا (Anna) بالهند وكندا وايطاليا اعتمدت على تحليل الدم لأكثر من 3300 مريض بالسرطان و 2800 عينات سليمة. وسُميّت هذه الطريقة / تشخيص السرطان بالليزر/ ، وكل ما تحتاجه هذه الطريقة 5 مللتر من الدم و 5 مللتر من البول لإنسان صائم للتأكد ما إذا الشخص مصاب بالسرطان في أي جزء من جسمه. وفوق هذا تم اكتشاف بصمة محددة محملة فقط في بلازما الدم ولعاب المريض بسرطان الرئة. هذه البصمة موجودة في 83% ولعاب المصاب بسرطان الرئة وتغيب تماماً في الأشخاص السليمين مشيراً أن هذه البصمة لا توجد في المصابين بالأنواع الأخرى من السرطانات ولذا فهي طريقة مناسبة فقط لسرطان الرئة. والامتداد الطبيعي لهذا الاكتشاف أن هذه البصمة المحددة محمّلة جزئياً في 20 إلى 60%من الأشخاص المدخنين لفترات طويلة، وهو علامة قوية على قابليتهم للسرطان، ولهذا يمكن الحكم على التلف الحاصل بالرئة لهؤلاء المدخنين وبالتالي يمكن إقناعهم بالحقائق والأرقام بأنهم معرضون خلال سنتين أو ثلاث للسرطان. الجدير بالذكر أن فريق البحث يضم مجموعة من العلماء والباحثين وطلاب الدراسات العليا وهم البروفيسور فاديفيل مسلماني والدكتور محمد الصالحي والدكتور عبدالله الضويان وطالبتي الدراسات العليا ناديه الدليلي ووفاء الصالح من قسم الفيزياء والفلك بكلية العلوم والدكتور عبدالرحمن الذياب والدكتور محمد العقيلي والدكتور محمد الحجار من المستشفى الجامعي بالتعاون مع الدكتور "إلانغو" من شركة "ثندر" بولاية فرجينيا في الولاياتالمتحدة . // انتهى // 1538 ت م