كرمت جامعة الملك سعود فريقاً بحثياً لديها من كليتي العلوم والطب لاكتشافهم بصمة حيوية لتحديد سرطان الرئة، بمنحهم الميدالية الذهبية ودرع الجامعة ومكافأة مالية، سلمها لهم وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر الوطني ال 19 للحاسب الآلي، الذي عقد أخيراً في جامعة الملك سعود. ويتكون الفريق البحثي من الدكتور فاديفيل مسلماني من قسم الفيزياء في كلية العلوم، والدكتورمحمد بن صالح الصالحي من قسم الفيزياء في كلية العلوم، والدكتور عبدالله بن صالح الضويان من قسم الفيزياء في كلية العلوم، والدكتورعبدالرحمن بن محمد الذياب من كلية الطب، والدكتورمحمد بن حمد العقيلي من كلية الطب، والدكتور وسيم محمد حجار من كلية الطب، وطالبة الماجستير نادية بنت يوسف الدليلي قسم الفيزياء كلية العلوم، وتسلم التكريم نيابةً عنها يوسف الدليلي، وطالبة الماجستير وفاء بنت محمد الصالح من قسم الفيزياء كلية العلوم. يذكر أن جامعة الملك سعود أعلنت خلال شهر رجب الماضي توصل فريق بحثي لديها إلى اكتشاف بصمة حيوية (Biomarker) لتحديد سرطان الرئة بواسطة مجموعة من العلماء والباحثين وطلاب الدراسات العليا، إذ قام البروفيسور مسلماني والفريق البحثي بتوظيف طريقة ضوئية تعتمد على الليزر لتحليل البصمات الحيوية في بلازما الدم والبول واللعاب. واستمرت الدراسة لمدة 15 عاماً في جامعة الملك سعود وفي جامعة أنّا (Anna) في فروعها في الهند وكندا وإيطاليا، واعتمدت على تحليل الدم لأكثر من 3300 مريض بالسرطان و2800 عينات سليمة. وسُميّت هذه الطريقة «تشخيص السرطان بالليزر»، وكل ما تحتاج إليه هذه الطريقة 5 مللتر من الدم و5 مللتر من البول لإنسان صائم، للتأكد ما إذا كان الشخص مصاباً بالسرطان في أي جزء من جسمه. وهذه البصمة لا توجد في المصابين بالأنواع الأخرى من السرطان، لذا فهي طريقة مناسبة فقط لسرطان الرئة. والامتداد الطبيعي لهذا الاكتشاف أن هذه البصمة المحددة محمّلة جزئياً في 20 إلى 60 في المئة من الأشخاص المدخنين لفترات طويلة، وهو علامة قوية على قابليتهم للسرطان، ولهذا يمكن الحكم على التلف الحاصل في الرئة لهؤلاء المدخنين، وبالتالي يمكن إقناعهم بالحقائق والأرقام بأنهم معرضون خلال سنتين أو ثلاث للإصابة بالسرطان. وتكمن أهمية النتائج التي توصل لها الفريق البحثي في جامعة الملك سعود في نقطتين، أولاهما أنه لا يوجد سابقاً بصمة مؤكدة مثل تلك لسرطان الرئة، ما يعني فتح بعدٍ جديد لتشخيص هذا المرض، والثانية أن هذا البحث تمّ بالتعاون بين باحثين وطالبات دراسات عليا في قسم الفيزياء في كلية العلوم، وكذلك باحثين من مستشفى الملك خالد الجامعي، إضافة إلى التعاون البحثي مع باحثين في الهند وأميركا، ما يعطي أهمية بالغة في هذا الاكتشاف النوعي للباحثين وللجامعة.