علقت الصحف المصرية الصادرة اليوم على إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية الذي أنهى فصل جديد من الأزمة اللبنانية التي عاشها لبنان منذ فترة طويلة مشيرة إلى أنه بعد تشكيل الحكومة بقي تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاق الدوحة وهي قانون الانتخابات الجديد. وقالت // إن إنجاز تشكيل الحكومة نقل لبنان عمليا نحو وجهة سياسية جديدة ودليل نجاح لفؤاد السنيورة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد جهود شاركت فيها القوة السياسية اللبنانية وخطوة مهمة في تنفيذ اتفاق الدوحة مشيرة إلى أن الشعب اللبناني يحتاج إلى الاستقرار والوئام لكي يواصل اسهاماته وطرح النموذج اللبناني الفريد للوحدة والتوافق في ظل التعددية والتنوع//. وأكدت أن تشكيل الحكومة بعد مفاوضات استمرت حوالي شهرين هو بداية عهد جديد في لبنان يحفظ المصالح العليا للبنان ويحقق الأمن والاستقرار واللبنانيون تواقون أن تكون بلادهم دولة لها إمكانياتها ومؤسساتها وأن تعمل الحكومة الجديدة لمواجهة جميع القضايا بموضوعية دون أي خصوصية معينة وان تكون الحكومة لكل لبنان على كافة الأصعدة والمستويات وأن تعزيز الثوابت الوطنية ووحدة البلاد وشعبها في رؤية موحدة خاصة في ظل الظروف والتداعيات الخطيرة التي تعيشها المنطقة. وأنصب اهتمام الصحف المصرية اليوم على انعقاد مؤتمر الإتحاد من أجل المتوسط في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة دولية كبيرة وسط آمال بتحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين أوروبا والعالم العربي إذا نجح في تحقيق أهدافه الأساسية وهي التنمية في دول جنوب المتوسط ومكافحة الإرهاب الذي اكتوى بناره الجميع والحد من الهجرة غير الشرعية من الجنوب إلى الشمال وحماية البيئة في ضوء التلوث المثير للقلق الذي يعاني منه البحر المتوسط. وقالت // إن مايساعد في نجاح هذا الاتحاد عوامل قائمة بالفعل من بينها أن معظم دول شرق وجنوب البحر المتوسط باستثناء ليبيا وسوريا لها علاقات مشاركة مع الاتحاد الأوروبي من المفروض أن تؤدي تدريجيا إلى إنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر عام2010 كما أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الرئيسي لكل دول المنطقة إذ يستورد نصف ماتصدره تقريبا ويصدر لها45 بالمائة مما تستورده مشيرة إلى أن تلك روابط وعوامل تجعل التعاون بين الجانبين أكثر قابلية والاتساع والتطوير لمصلحة الطرفين//. ورأت أن هذا النجاح المنشود لن يتحقق إلا إذا تعاملت الدول الأوروبية مع دول جنوب المتوسط كشركاء أصليين ولن ينجح إذا كان الهدف الأساسي هو دمج إسرائيل في محيطها قبل حل مشكلة فلسطين والانسحاب من الجولان السورية وبقية أرض لبنان ولن تتوقف الهجرة غير الشرعية من الجنوب إلى الشمال إلا إذا تحقق قدر من التنمية في دول جنوب المتوسط يوفر فرص العمل والعيش الكريم لهؤلاء في أوطانهم بلا جوع أو إهدار كرامة أو اضطهاد أو انتهاك لحقوقهم الإنسانية ولن يتوقف الإرهاب إلا إذا تم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا وانسحبت القوات الأمريكية من العراق والقوات الإثيوبية من الصومال وتوقفت الدول الكبرى عن الكيل بمكيالين فيما يتعلق بحقوق العرب والمسلمين كما لن يتم جعل البحر المتوسط نظيفا من التلوث الذي وصل إلى حد الخطر إلا بعد مساعدة دول الجنوب على إقامة مشروعات تنموية تجعلها تتوقف عن صب نفايات سائلة وصلبة في مياهه تعادل80 بالمائة من كل ما تلقيه الدول المحيطة في مياهه من ملوثات تضر بالشواطئ والمنتجعات السياحية وبالصيد البحري على امتداده. وشددت الصحف المصرية على أنه إذا كان نجاح الاتحاد الوليد رهناً بقدرتها على التعامل مع الوضع الراهن وسد الفجوة بين جنوب المتوسط وشماله فإن التحدي الرئيسي يتمثل في التعامل بفعالية مع قضية السلام والحل الجذري العادل للنزاع العربي الإسرائيلي لأن تحقيق ذلك يدفع بالمجتمع الجديد إلي الأمام وبما يحقق الآمال التي اعتمدتها الشعوب وكشف عنها القادة في قمة باريس الناجحة. // انتهى // 1032 ت م