جدد الاتحاد الأوروبي اليوم تمسكه بالعمل من اجل التوصل إلى توقيع اتفاق ملزم بينه وبين الولاياتالمتحدة بشأن تبادل معطيات وبيانات المواطنين الأوروبيين وذلك ضمن تكثيف التعاون بين ضفتي الأطلسي وفي إطار ما يعرف بإدارة أزمة العنف السياسي والإرهاب. وتثير الإرادة الاوروبية المعلنة في هذا الاتجاه تحفظات منذ عدة أشهر لدى العديد من الجهات وخاصة داخل البرلمان الأوروبي في بروكسل ومن بين منظمات الدفاع عن الحقوق الأساسية للمواطنين في أوروبا. وقال مدير وحدة الأمن والعدل في الجهاز التنفيذي الأوروبي جوناثان فال للصحفيين في بروكسل إن التكتل الأوروبي يأمل إنهاء المفاوضات مع الشريك الأمريكي العام الجاري وتوقيع اتفاقية ملزمة خلال العام المقبل 2009م. وقال المسئول الأوروبي ان المفوضات تبدو صعبة وشائكة ولكنه توجد رغبة لإتمامها . وتريد الولاياتالمتحدة في مرحلة نهائية تمكينها من قاعدة المعطيات الشخصية لكافة المواطنين الأوروبيين والتي قامت دول التكتل بجمعها وتخزينها ضمن ما يعرف باتفاقية شنغن الأمنية الاوروبية. وتتردد الأوساط الاوروبية حتى الآن في اجتياز مثل هذه الخطوة وهو ما يعرضها لضغوط أمريكية متصاعدة. وقال المسئول الأوروبي ان الاتحاد الأوروبي لن يفتح قاعدة بيانات منطقة شنغن بشكل تام وسيسعى للتوصل الى اتفاقية ذات طابع دولي مع الولاياتالمتحدة. وبين ان واشنطن تبدي مقاومة في القبول بالتزامات وتعهدات محددة بشان استعمال البيانات والمعطيات الاوروبية وهو ما يمثل العائق الأخير أمام إنهاء المفوضات. وأشار إلى ان المفاوضين الأوروبيين والأمريكيين تمكنوا من إغلاق اثني عشرة بندا من بنود التفاوض بشان تبادل المعطيات الشخصية وبيانات المواطنين وان المصاعب ظهرت في نهاية عملية التفاوض وتتعلق بخمسة بنود إضافية. وتقول مصادر المفوضية الاوروبية في بروكسل ان احد نقاط الخلاف العالقة بين الطرفين تتمثل في سعي التكتل الأوروبي الى انتزع إقرار أمريكي رسمي بان يتم معاملة الرعايا الأوروبيين دون تمييز أمام المحاكم الأمريكية في المستقبل وعندما يخص الأمر شؤون العنف والإرهاب. كما يريد الأوروبيون تمكين رعايا الاتحاد من فرصة تصحيح أي خطا قد يطال معطياته وبياناته الخاصة التي يمكن نقلها سهوا للشريك الأمريكي وتجنب تسجيل حالات من الإشكاليات الإدارية المعقدة مثلما تم تسجيله في الماضي. ولم يتحصل الأوروبيون وحسب نفس المصدر على تعهد أمريكي محدد بشان تحديد مهلة زمنية لنقل المعطيات واستعمالها . كما توجد مخاوف في بروكسل من ان تتمكن أطراف أجنبية ومن بينها إسرائيل التي تربط بعلاقات أمنية وثيقة مع الولاياتالمتحدة وكذلك كندا واستراليا من الاطلاع وعبر الاتفاقيات المبرمة بينها وبين واشنطن على قاعدة البيانات الاوروبية . م ر // انتهى // 1810 ت م