توصل فريق بحثي مكون من مساعد الأمين العام لشئون التصنيف والتسجيل بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود البروفسور سامي بن صالح العبدالوهاب والدكتورة وفاء محمد الخطراوي إلى وسيلة تأهيلية لتحسين المشي لدى الأطفال المشلولين دماغياً وذلك باستخدام التنبيه الكهربائي السطحي منخفض التردد من خلال دراسة سريريه أجريت مؤخراً وتم قبولها للنشر في مجلة التأهيل العصبي الأمريكي . حيث اعتمدت الخلفية العلمية السريرية لهذه الدراسة على أن التحكم بعضلات الحوض والورك يساعد على تحسين التناسق العضلي العصبي وتخفيف شدة تصلب العضلات للأطراف السفلية بشكل عام مما ينعكس إيجابياً على المشي وبناءً عليه تتم تنبيه العضلة المباعدة للورك على الجانبين كهربائياً لدورها الرئيسي في تثبيت الحوض ولتناقص نشاطها العصبي الحركي ولتأثرها الشديد بالتشنج الموجود في العضلة الضامة للورك لدى الأطفال المشلولين دماغياً. وقد شملت هذه الدراسة مجموعتين من الأطفال المشلولين دماغياً والذين لديهم القدرة على المشي بضع خطوات وكذلك مجموعة أخرى من الأصحاء للتأكد من فعالية البرنامج التأهيلية للتنبيه الكهربائي، حيث منحت المجموعة الأولى من الأطفال المشلولين دماغياً برنامج تأهيلي كهربائي قصير المدة في العيادة يسبب انقباضه خفيفة ومستمرة للعضلة المباعدة للورك على الجانبين خلال المشي لمسافة ومدة زمنية محددة مسبقاً ، وتم إجراء برنامج آخر مشابه للبرنامج السابق ولكن لمدة أطول تصل لأسبوع بمعدل ثلاث مرات في اليوم ويقدم من قبل الوالدين بعد تدريبهم عليه وقد ثبت بعد ذلك تحسن جميع المعايير القياسية للمشي ودرجة التشنج في العضلة الضامة للورك لدى هذه المجموعة مقارنة بالمجموعة التي لم تحصل على هذا التدخل ألتأهيلي ، إلا انه لم يصل التحسن إلى مستوى الأصحاء ، وقد وجد أن هذا التحسن يعود إلى زيادة فعالية التناسق العضلي العصبي بين العضلة المباعدة والضامة للورك وسيطرة التنبيه الكهربائي على النشاط العصبي الحركي للعضلة المباعدة للورك . ونظراً لإيجابية هذه النتائج فسوف تكون هناك دراسات مستقبلية لمعرفة أذا كان التحسن في المشي وانخفاض التصلب العضلي يستمر في حالة الاستغناء عن استخدام التنبيه الكهربائي أم لا ، الأمر الذي يجعل هذا الإجراء ألتأهيلي يستعمل مع المشلولين دماغياً والذين لايملكون القدرة على الوقوف والمشي لمساعدتهم وهو ما يخفف العبء البدني والنفسي عن أسرهم . وقد خلص الفريق البحثي المعني بهذه الدراسة إلى أنه يمكن مساعدة المشلولين دماغياً للاعتماد على أنفسهم في المشي الأمن بطريقة تأهيلية قليلة التكلفة وسريعة المفعول مقارنة بالوسائل التأهيلية الأخرى كما أنه يمكن أن تلعب هذه الدراسة دوراً مهم في زيادة وعي الممارسين الصحيين والمجتمع بوجود وسائل علاجية وتأهيلية غير دوائية أو جراحية يمكن اللجوء إليها في تحسين الوضع الصحي والأسري للمرضى . // انتهى // 1538 ت م