أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن نجاح الحكومة والمعارضة ومختلف الفصائل اللبنانية في التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي سيطرت مدة طويلة علي المناخ السياسي ليعود الهدوء مرة أخري إلي لبنان, مشددة على أن ما حدث يؤكد أن الأطراف اللبنانية قادرة علي حل مشكلاتها فيما بينها إذا تم تقليص التدخل الأجنبي وإذا عاد لبنان مرة أخرى إلى محيطه العربي الذي يستمد منه تاريخه وثقافته وعراقته ودعمه السياسي. وقالت أن الاتفاق اللبناني الذي توصل اليه اللبنانيين برعاية عربية قطرية في الدوحة نص علي أن يتم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية في غضون24 ساعة أي أن مسألة الاستحقاق الرئاسي تم حسمها وسيعرف العالم كله أن للبنان رئيسا .. كما نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق علي قانون انتخابي يعتمد القضاء كدائرة انتخابية علي أن تضم الحكومة 16 وزيرا للأكثرية و11 وزيرا للمعارضة وثلاثة وزراء لرئيس الجمهورية التوافقي مع تعهد جميع الفرقاء عدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحكومة. ومضت تقول أن هذا يعني بوضوح عودة السيادة إلى الدولة في لبنان وأنه على حزب الله أن يحترم سيادة الدولة وألا يهدد سلطتها بحكم القوة المسلحة التي يمتلكها, مشيرة الى أن الاتفاق تضمن بشكل غير معلن عودة حزب الله إلي العمل كحزب سياسي فقط علي أن تبقي قوته العسكرية تحت الأرض غير مرئية لا تتحدى الجيش اللبناني ولا تشهر سلاحها في وجهه إبان لحظات الاختلاف. وأوضحت أنه لو تم تنفيذ الإتفاق بتجرد وإخلاص سيعيد الأمل في إمكانية التوصل إلى حلول عربية لخلافات أخرى مازالت تعصف بالرؤية العربية لتحديد المسار والقدرة علي الفعل في عالم يموج بالصراعات والمتغيرات قوامه الكيانات الكبرى وسلاحه إرادة التفوق ومقاومة هيمنة الآخرين علي القرار وتسخيره لتحقيق أهدافهم ومصالحهم بينما تبقي الشعوب المستصغرة والمتفرقة طعاما للحيتان. وحول الصراع العربى الاسرائيلى قالت الصحف أنه بإعلان بدء مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل يعود الأمل مرة أخرى إلى عملية سلام الشرق الأوسط في شقها السوري, مشيرة إلى أن إعلان رعاية تركية لهذه المفاوضات منذ أكثر من عام يعني أن أنقرة حريصة على استقرار حدودها في الجنوب وأنها حريصة علي الوساطة في قضية الشرق الأوسط. ورأت أن الممارسات الأمريكية تجاه قضية الشرق الأوسط وبصفة خاصة تصريحات جورج بوش في أثناء مؤتمر دافوس تؤكد أن واشنطن لم تعد الوسيط النزيه الموضوعي بين إسرائيل والعرب وأن المسألة في حاجة إلى اقتناع إسرائيلي مباشر بأهمية السلام ودعم أطراف أخرى مثل دول الجوار لعملية السلام. وفي الشأن الفلسطينى قالت الصحف ما أيسر اعداد مسودة اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي علي الأقل وما أبسط ذلك إذا خلصت النوايا وصدقت الرغبة في التوصل إلى سلام حقيقي عادل ودائم وشامل في المنطقة, مشيرة إلى أن هناك طرف آخر يماطل ويراوغ ويحاول فرض أمر واقع يتناقض مع مبادئ عملية السلام ومرجعيتها والشرعية الدولية بما يكشف عدم جديته. ولفتت إلى قول وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط أمام إحدى جلسات العمل حول الشرق الأوسط بالمنتدى الإقتصادي العالمي في شرم الشيخ بأنه مع نظرائه العرب قادرون على كتابة مسودة اتفاق سلام فلسطيني اسرائيلي في يوم واحد ولكن لا يوجد قرار سياسي إسرائيلي بإبرام هذا الإتفاق. وخلصت الصحيفة الى القول بأن إسرائيل تماطل وتسعى بالمراوغة والمكر الخبيث وبمساعدة الإدارة الأمريكية أيا كان من يرأسها لتحقيق مآربها مستغلة رغبة العرب الملحة في السلام لتنال ما تريده دون أي خسارة تحسب, مشددة على أن الأوان قد آن للبحث عن خيارات استراتيجية أخرى تساعد على الأقل في تحقيق الخيار العربي الإستراتيجي للسلام العادل والدائم والشامل وليس ذلك المسخ الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه وليس ضروريا أن تكون الحرب أحد تلك الخيارات. // انتهى // 1045 ت م