أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن التوترات في الشرق الأوسط تتزايد يوما بعد يوم لدرجة يمكن معها القول إنه لم تعد هناك منطقة في العالم كله أكثر توترا وأشد التهابا خصوصا من المثلث الذي يعرف باسم الهلال الخصيب في العراق وبلاد الشام حيث اختفي الاحتلال في العالم كله وانفرد هذا المثلث باحتلالين احدهما في العراق والآخر في فلسطين. وشددت على القول بأن معظم مشاكل الشرق الأوسط سببها التدخل الأجنبي من القوي العظمي في شئون المنطقة أو بالتحديد تدخل الولاياتالمتحدة وحلفائها بعد انفرادها وحدها بزعامة العالم منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي. ورأت أن أهم ما يلاحظ علي الدور الأجنبي أو الدولي هو أنه يتدخل بقوة في مكان لم يكن يحتاج للتدخل وغاب بشكل عجيب عن مكان يتعين التدخل فيه بقوة موضحة أن العراق وهو دولة مستقلة تنعم بالاستقرار لم يكن يحتاج إلي التدخل الدولي الذي جاء في صورة احتلال دولي بقيادة امريكية فأصبح العراق مرتعا للفوضي وعرفت القاعدة طريقها إليه وصار الحال لما صار إليه. واعربت عن دهشتها من التناقض الواضح في هذا الاطار حيث تغيب القوي الكبرى والدور الدولي عن مكان أشد احتياجا لهذا التدخل القوي في الأراضي الفلسطينية واختفى التدخل الدولي والأمريكي خاصة بشكل شبه تام علي مدار معظم سنوات حكم الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش مشيرة الى أنه خلال حكم بوش ومن قبله من الرؤساء الأمريكيين اتصفت المواقف الامريكية بالانحياز الأعمي والدائم لاسرائيل علي حساب كل القرارات وكل الأعراف والقوانين الدولية وكان ذلك سببا قويا في وصول الأوضاع إلي ما وصلت إليه. وخلصت الى القول بأن حال المنطقة لن ينصلح إلا بشيئين إما ان تغادر القوى الكبري المنطقة وتتركها لحالها لتنهي خلافاتها بنفسها أو أن تتخذ مواقف أكثر رشدا بمغادرة المكان الذي لم يكن يحتاج إلي تدخل في العراق والتدخل بشكل أكثر عدلا وإنصافا في المكان الذي يحتاج إلي التدخل في فلسطين. وفي الشأن اللبناني أكدت الصحف أن استمرار لبنان في حالة الفراغ الرئاسي والدستوري على خلفية تأجيل جلسة مجلس النواب اللبناني الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية إلي يوم25 مارس الحالي وذلك للمرة السادسة عشرة علي التوالي يفتح المجال أمام مخاطر سياسية وأمنية كبيرة داخليا وعربيا مشيرة الى أن لبنان مازال يعاني سجالا سياسيا وتبادل الاتهامات بين الأكثرية والمعارضة حول المسئولية عن تعطيل المبادرة العربية وقانون الانتخاب وحول الجهة التي ستوجه إليها الدعوة لحضور القمة العربية في دمشق. وقالت أنه في الوقت الذي تجري فيه الاتصالات والتحركات العربية قبل القمة مع سوريا بشكل أساسي ثم مع إيران لاستكشاف إمكان انتخاب العماد سليمان قبل عقد القمة العربية في دمشق يومي29 و30 مارس الحالي بما يؤمن حضور جميع القادة العرب خصوصا أن بعضهم ربط هذا الحضور بوجود رئيس لبناني والسعي إلي إبقاء الأزمة تحت السيطرة في حال تعذر الانتخاب قبل القمة. ورأت أن تطور الاحداث يشير الى أن امكانية حل وسط بين الأكثرية والمعارضة في القريب العاجل مستبعدة في ظل الخلاف الجوهري بينهما فيما يتعلق بالأعداد داخل حكومة الوحدة الوطنية مشددة على أن الحل في لبنان لا يمكن إلا أن يكون سياسيا وعن طريق التفاهم والتوافق والشراكة وأن انتخاب رئيس للجمهورية سوف يسهل الكثير من الأمور علي الصعيد الداخلي والعربي والإقليمي. ونوهت الصحف بزيارة الرئيس المصري حسني مبارك الحالية إلى بولندا بوصفها أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلي وارسو منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1927 لافتة الى أن هذه الزيارة لتؤكد رغبة مصر في تعزيز العلاقات بكافة دول العالم من اجل التعاون نحو آفاق أرحب لدور مصر الاقليمي والعالمي. ولفتت الى أن قضايا المنطقة العربية سواء في فلسطين وتطورات الاوضاع الحالية في العراق ولبنان ومنطقة الخليج العربي ودارفور والصومال تمثل بنود رئيسية لمباحثات الرئيس المصري خلال تلك الزيارة وأن مشاورات الرئيس مبارك مع الرئيس البولندي كشفت عن رغبة وارسو العضو في دول الاتحاد الأوروبي في لعب دور هام ازاء كل تلك القضايا من خلال عوامل اتفاق علي تعاون مشترك لصالح الشعبين وللمنطقة العربية. // انتهى // 1102 ت م