اختتم رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل أمس زيارته التي دامت ثلاثة أيام لمصر، بلقاء بابا الأقباط الأرثوذكس شنودة الثالث في حضور السفير اللبناني لدى مصر خالد زيادة وعدد من المطارنة الأقباط. وأعرب الجميل وفق بيان صادر عن «الكتائب»، خلال اللقاء عن «استنكاره العميق للتفجير الآثم الذي تعرضت له كنيسة القديسين في الإسكندرية». وأجرى مع البابا شنودة «جولة أفق حول الوضع المسيحي في فلسطين والعراق ولبنان ومصر وكيفية تفعيل الحوار المسيحي - الإسلامي ونبذ حركات التطرف والدفاع عن القضايا العربية العادلة وفي مقدمها القضية الفلسطينية». وأمل ب «البقاء على تواصل لإيجاد معالجة لبعض القضايا». وسأل شنودة الجميل عن أحوال لبنان، وقال: «نريد أن نطمئن على لبنان، خصوصاً في هذه الأيام التي يجتاز فيها مرحلة سياسية معينة، ونطلب من ربنا أن يحفظ بلاد الشرق من كل ما يدور من مؤامرات، ونرغب في أن تشترك كل طوائف المجتمع في العمل». وكان الجميل زار مكاتب مؤسسة «الأهرام»، وأكد أن «حزب الله يسعى فعلياً للسيطرة على لبنان عسكرياً وسياسياً من خلال الوصول إلى الحكومة، لكن هذا لن ينجح، وإن نجح فيشكل ذلك انقلاباً ولن تستسلم بقية الأطراف لهذا المنطق العسكري». وأشار إلى أن «ثمة أطرافاً وتحديداً سورية تريد ألا تتدخل مصر لحل الأزمة»، مؤكداً أن لمصر «دوراً أساسياً في لبنان، لما لها من ثقل سياسي وعراقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحظى باحترام السواد الأعظم من اللبنانيين الذين يثقون بسعيها الصادق لحل المشكلة اللبنانية من دون تحيز». وفي وقت أكد «تأييد الأكثرية لترشيح سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة»، شدد على ان «قوى 14 آذار تسعى لإيجاد مخرج للأزمة أياً كانت الاعتبارات». وقال: «نحن دائماً على استعداد للحوار شرط الحفاظ على بعض المسلمات والأصول التي إن خرجنا عنها سيتعرض لبنان للخطر». واتهم «حزب الله» بأنه «كان بوابة عبور بعض القوى الإقليمية للتدخل في المشهد اللبناني». وأشار الى أن الحريري «كان سبّاقاً في مد يد الأخوة في اتجاه دمشق، إلا أن الأخيرة ردت بإصدار مذكرات توقيف باتجاه أقرب المقربين منه». وحول إمكان إلغاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، أكد الجميل أن «النخبة السياسية في لبنان تتخوف من هذا القرار لما له من تبعات كارثية على مستقبل لبنان وثقة اللبنانيين بمؤسساتهم». وقال: «المحكمة ليست فقط من أجل الاقتصاص من قتلة الشهداء، لكن انطلاقاً من مبدأ تحقيق العدل، ولا يمكن ان يبقى لبنان هكذا في مهب الريح».