بعد تجديد الثقة في خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو كرئيس للحكومة الاسبانية في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي، تواجه الجل تحديات كبرى خلال الأربع سنوات المقبلة أبرزها العلاقة مع الحركات القومية في كاتالونيا وبلد الباسك ودوليا تحسين العلاقات مع واشنطن وابتكار توازن في علاقات مدريد مع كل من المغرب والجزائر. ويرى المراقبون أن التحدي الأول المطروح أمام ثاباتيرو حاليا هو ضمان النصاب القانوني في البرلمان للمصادقة على مختلف القوانين التي سيتقدم بها، وهذا يعني أنه يجب أن يختار بين الأحزاب اليسارية الصغيرة مثل اليسار الموحد والتكتل الغاليسي واليسار الجمهوري الكاتالوني أو بين حزب الوفاق والتجمع المحافظ. وكان ثاباتيرو قد أكد ليلة أمس أنه يفضل الاتفاقيات المؤقتة في ملفات معينة وليس تحالفا سياسيا طيلة الولايات التشريعية. ويبقى ملف القوميات هو التحدي الحقيقي في السياسة الداخلية، أذ يعتقد المحللون في هذا الصدد أن ثاباتيرو عليه أن يقنع خوان خوسي إيباريتشي رئيس حكومة اقليم الباسك الذي يتمتع بالحكم الذاتي بتفادي طرح استفتاء في أكتوبر المقبل للبقاء أو الانفصال عن اسبانيا، لأن الأخير مصمم على الاستفتاء رغم القلق المهيمن في أوساط الجيش الاسباني الذي قد يتدخل في آخر المطاف لوضع حد للانفصال. اقتصاديا، يرى مختلف المحللين المختصين في عالم المال والأعمال أن ثاباتيرو مطالب بنهج سياسة اقتصادية لمواجهة أزمة العقار في البلاد والتي يمكن أن تخلف مليون عاطل عن العمل خلال السنتين المقبلتين ثم ارتفاع الأسعار الذي يهدد القدرة الشرائية للمواطنين ويهدد الاستهلاك بما ما يمكن أن يترتب عن ذلك من كساد تجاري. وفي السياسة الخارجية، يواجه ثاباتيرو تحدي تحسين العلاقات مع واشنطن وهو يدرك كما نشرت صحيفة الباييس أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يوجه اليه أي دعوة لزيارة البيت الأبيض بسبب سحبه الجنود الاسبان من العراق وأن تحسين العلاقات قد يحدث مع الرئيس المقبل. ومن ضمن التحديات الأخرى ما يعتبره المحلل السياسي بيدرو كاناليس خلق توازن في سياسة مدريد بين المغرب والجزائر، مؤكدا أن هذا التوازن مرتبط بموقف مدريد من الصحراء الغربية، فالانحياز لهذا الطرف أو ذاك يعني ربح دولة كصديقة كما يعني مزيد من التوتر مع الأخرى. // انتهى // 1756 ت م