تحتضن العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم فعاليات مجلس الشراكة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي على هامش انعقاد مجلس وزراء خارجية الاتحاد بحضور وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي . وستتطرق جلسات المجلس في دورته الثالثة منذ دخول اتفاق الشراكة حيز التطبيق بين الطرفين شهرسبتمبر 2005 لجملة من المواضيع أهمها تقييم تجسيد اتفاق الشراكة على ضوء الزيارتين اللتين قام بهما في غضون شهر إلى الجزائر كل من المحافظ الأوروبي للتجارة بيتر ماندلسون وكذا محافظة العلاقات الخارجية وسياسة الجوار لدى الإتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر . كما سيتناول هذا اللقاء الهام من منظور الاتحاد الأوروبي ضرورة إرساء شراكة استراتيجية طاقوية بين الجانبين وكذا الاتفاق حول الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا إضافة إلى تسريع عملية تحرير الخدمات وتبادل المنتجات الفلاحية وغير ذلك. أما الجزائر فإنها تأمل من وراء هذا الإجتماع أن تتجسد الوعود المتعلقة بمساعدتها على الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة والتطرق بالتوازي مع ذلك إلى مسألة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا فضلا عن تسهيل منح التأشيرات وتشجيع الاستثمارات المباشرة الأجنبية في الجزائر والمساعدة على تأهيل اقتصادها بما يماشى مع الحركية الإقتصادية العالمية . وحسب مصادر عليمة بالعاصمة الجزائرية فإن مجلس الشراكة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي سيبحث الوضع السياسي والأمني المتدهور في الشرق الأوسط لاسيما المأساة التي يعيشها قطاع غزة، منذ فترة إضافة إلى البرنامج النووي الإيراني وإمكانية أن تلعب الجزائر دورا في هذا الملف بالنظر إلى العلاقات الحسنة بين الجزائر وإيران. يشار إلى أن العلاقات الثنائية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي تخضع لاتفاق الشراكة الذي تم توقيعه بتاريخ 21 أبريل 2002 بفلانسيا ودخل حيز التطبيق شهر سبتمبر 2005 والذي سيتم بموجبه إنشاء منطقة للتبادل الحر بين الجانبين خلال مدة لا تتجاوز 12 سنة . ويبلغ حجم المبادلات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر 33 مليار دولار سنويا / أكثر من 25 مليار دولار من الصادرات الجزائرية وحوالي 8 مليارات دولار أمريكي من الواردات الأوروبية / وهي أرقام مرشحة للارتفاع بشكل معتبر خلال السنوات المقبلة بعد مضاعفة صادرات الغاز الطبيعي الجزائري نحو العديد من الدول الأوروبية وفي مقدمتها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا . // انتهى // 1209 ت م