أدى جموع المسلمين اليوم صلاة الاستسقاء بالمسجد الحرام يتقدمهم وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري . وقد أم المصلين امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الذي القى خطبة اوصى المسلمين فيها بتقوى الله عز وجل 0 وقال فضيلته // مانزل بلاء الا بذنوب اقترفت وآثام اجترحت ومعاص ارتكبت // .. وقال ومن حكمة الباري التي قدرها وقضاها وسنها في خلقه وامضاها التمحيص بالشدة والرخاء والبأساء والضراء ومن الابتلاء الذي يصيب الاناسي والديار والروابي والقفار ويعقب شدة المؤنة وضعف المعونة انحباس الغيث الصيب الهامر وقلة المطر النافع الغامر . وبين فضيلته أن الماء أصل الحياة والنماء واكسير الجداء والرواء والحياة بدونه بأسا وضراء ومن اعظم اسباب حبس الغيث وقلة الامطار ارتكاب الذنوب والكبائر المردية في افضع المصائر فالاثام والمحرمات والمعاصي والموبقات لاتجر الا الويلات والمصائب والارزاء والمصاعب وان مايصيب الامم من نوائب القحط والجفاف والشقاء وغواشي الكوارث والبلاء انما هو بما كسبت ايديهم من سوء الاعمال والاخلال بالواجبات والاهمال فلننظر في حالنا ونتأمل في واقعنا ولنقف وقفات جادة للمحاسبة والمراجعة اما خفت جانب التوحيد العتيد وشاعت المحدثات والخرافات ونجم التساهل في الصلاة والظن بفريضة الزكاة وتطفيف الكيل والميزان واحتكار الطعام والغذاء اما ضجت الغبراء وعجت الخضراء من اكباب الكثير من الناس على دنى الشهوات واستدماث المحرمات والانبعاث في محظور اللذات عبر وبيل القنوات والفضائيات وحسك الشبكات والتقنيات التي قوضت مداميك الاسر والبيوتات وآوت موئلا للتنافر والعقوق وقطيعة الارحام ونبذ الحقوق . وتسائل فضيلته قائلا // اين الوجل من الشح والخديعة والظلم اين الرهب من الرشوة والتزوير والمعاملات الربوية والمكاسب المحرمة ومراقبة الرحمن في ظهور الغش والبهتان والاستطالة في حرمات الديان والغيرة على المحارم والاعتزاز بالحجاب والعفاف والحشمة والحياء والحذر من التبرج والسفور وموجات التغريب والشرور //. واضاف يقول // ارايتم شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد خفت وهجها وذوى اراجها في كثير من المجتمعات ارايتم ما زعزع الامة من التدابر والتنافر والتقاطع والتناحر والحسد والشحناء والحقد والغلل والبغضاء اين التنافس في الايثار والاخاء والصدق والصفاء اين التسابق في التوادد والتآلف والارفاق // واكد حاجة الامة الى استغاثة عملية جادة في سياساتها واقتصادها وفكرها وثقافتها ومناهج تعليمها ووسائل اعلامها وسائر امورها ولتكونوا على اعتقاد ويقين من رحمة رب العالمين حيث يقول سبحانه // فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسر // فما استمرت محنة ولا حال ولا اتصل جدب ولا إمحال فاياكم والاحباط واليأس والله ولي دفع الاسى والبأس واحذروا القنوط فان فضل الله وجوده بعباده منوط واعلموا ان ماأصابكم من الشدة والضيق فهو في الثواب محتسب ولا فرج الا من الله يرتقب . وحث فضيلته المسلمين على الالحاح في الطلب والدعاء من الله سبحانه وتعالى لانزال الغيث وعدم القنوط والوهن وان يجمعوا امرهم على الطاعات والصدقات وتيسير العسر بالنفقات وان يدفعوا جدبهم بالاحسان والمواساة وان يبتدروا العطف على المساكين والمحاويج ليعمهم الخصب والرخاء وتعمهم الرحمات والبركات . وبين ان خير ماتستنزل به الامطار وتمحى به الاوزار وتستجلب به رحمة العزيز الغفار الابتهال بالدعاء والاستغفار والصدق في التوبة والاعتذار من الله مفيدا فضيلته ان للاستغفار ثمارا عظيمة واثارا مباركة تحقق المتاع الحسن العميم والخير والامن الجميم وهو سبب لنزول الغيث ولكن حقيقة الاستغفار حضور القلب وعظيم الاستشعار فالاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارنا للسان لتنحل به عقد الاصرار . ودعا خطيب المسجد الحرام الله عز وجل ان ينزل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين وان يرحمنا ويغيثنا وان لايمنع عنا بذنوبنا فضله وان يرسل السماء علينا مدرارا وان يغيث قلوبنا بالايمان واليقين وبلادنا بالخيرات والامطار والغيث العميم ولا يحرمنا خير ماعنده بسوء ماعندنا وان يجعلها سقيا رحمة لاسقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق . // يتبع // 0907 ت م