بدات اليوم بمدينة مراكش المغربية اعمال الاجتماع الخاص بالمشاورات التقنية حول "الاستراتيجية الاقليمية لمكافحة السرطان والوقاية منه باقليم الشرق الاوسطّ "الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع جمعية الاميرة سلمى لمكافحة السرطان بالمغرب على مدى ثلاثة ايام بمشاركة ممثلي الدول الاعضاء في المنظمة ومنظمات المجتمع الاهلي من اجل تدارس الاستراتيجية الاقليمية لمكافحة السرطان والوقاية منه واوليات العمل التي يجب وضعها في هذا المجال. وفي افتتاح الاجتماع أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري أن داء السرطان يعد رابع الأسباب المؤدية للوفاة بين السكان البالغين في بلدان منطقة شرق المتوسط وشمال إفريقيا بعد الأمراض القلبية والوعائية, والأمراض المعدية, والطفيلية والإصابات. وأضاف الدكتور الجزائري,أن ما يسببه السرطان لا ينحصر فقط في إزهاق أرواح ما يربو عن حوالي 270 ألف شخص كل عام في هذه المنطقة بل من المتوقع أن تزداد خطورته على مر السنين ليكون في طليعة المشاكل الخطيرة للصحة العمومية. وذكر الجزائري أن40 بالمائة من جميع الوفيات الناجمة عن السرطان يمكن تجنبها بعد مشيئة الله إذا ما انخفض مستوى تعاطي التبغ وتحسنت التغذية وزاد النشاط البدني وتقلصت نسبة تعاطي الكحول وتم التخلص من العوامل "المسرطنة" في أماكن العمل وجرى التحصن ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس "الورم الحليمي البشري", مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من حالات السرطان يمكن شفاؤها باذن الله إذا ما اكتشفت في مرحلة مبكرة. وأبرز الدكتور الجزائري أن المكتب الإقليمي شرع في وضع استراتيجية إقليمية لمكافحة السرطان بغرض توفير أساس ترتكز عليه عملية إعداد أسلوب جيد للتنسيق في هذا المجال يستفيد من مواطن القوة والموارد الإقليمية المتاحة من أجل التغلب على مواضع الضعف الحالية في مجال مكافحة السرطان، وذلك تأكيدا لأهمية تحقيق تنسيق إقليمي تتوفر له صفة القوة وسمة الاستمرارية. وأوضح الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري أن هذه الاستراتيجية لا يمكن أن تحل محل خطط المكافحة الوطنية للسرطان الخاصة بكل بلد على حدة التي سيظل إعدادها واقعا في نطاق اختصاص السلطات الوطنية المعنية، مبرزا ان عدم كفاية الموارد اللازمة لضمان تحقيق مكافحة فعالة في معظم بلدان المنطقة يعتبر أحد القضايا المقلقة، لأن الموارد المتاحة لمكافحة السرطان في هذه المنطقة ليست فقط غير كافية بل إنها توجه بشكل شبه حصري إلى المعالجة وهو أسلوب, رغم نجاحه إلى حد ما, غير ملائم لأن قابلية السرطان للشفاء تتصل اتصالا مباشرا بالمرحلة التي يكون فيها المرض عند التشخيص, وفي معظم بلدان المنطقة يشخص السرطان, بصورة عامة, بعد أن يكون قد بلغ مرحلة متقدمة نسبيا. تجدر الاشارة الى ان المشاركين في هذا الاجتماع سيعملون على دراسة إحداث رابطة إقليمية تضم منظمات غير حكومية ومؤسسات وجمعيات ذات طابع علمي وأخرى مهنية تعنى بمجال محاربة داء السرطان. // انتهى // 2149 ت م