القى الشيخ عبد الله بن بية الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة, اليوم بمدينة فاس المغربية محاضرة دينية تناول فيها بالدرس والتحليل موضوع //تحالف القيم بين الشعوب//, انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم //لقد شهدت بدار عبد الله بن جدعان حلفا, لو دعيت به في الإسلام لأجبت//. وقدم المحاضر في بداية محاضرته التي القاها امام العاهل المغربي، تعريفا لغويا للقيم مبرزا ان القيمة تعني زمن الشيء والفائدة التي تجنى من ورائه, مشيرا إلى أن هذا المفهوم عرف تحديثا حيث أصبح المراد منه ما يكون معيارا للخير والجمال والحق وما يكون مرجعا يرجع إليه كمعيار أخلاقي. وأضاف الشيخ عبد الله بن بية أن معنى القيم قد يكون أوسع من ذلك //فهي الفضائل والخصال الحميدة وكل شيء يزكيه العقل//, معتبرا أن القيم //هي كذلك عبارة عن تلك الخلال المستحسنة والتي يستقبح ضدها ويكون استحسانها مستمرا//. وميز الشيخ بن بية بين القيم الصغرى والكبرى, هذه الأخيرة التي جاءت بها الأديان السماوية ولا يوجد فيها خلاف كالعدل والوفاء والصدق والحق وكلها قيم جميلة يؤمن بها كل الأقوام. وتناول المحاضر منابت القيم, وهي قيم سماوية وإنسانية تتداخلان في المفهوم الإسلامي, وأصول هذه القيم التي صنفها إلى خمسة قيم مردها إلى صفات الله سبحانه تعالى, أي التخلق بقيمه عز وجل والتشبه به كالعدل والستر والعفو والجمال والكرم وكذا الاقتداء بأفعاله سبحانه وتعالى كعدم إنزال العقوبات قبل التعريف بالأعمال التي تستحق العقوبة. واضاف المحاضر ان الأصل الثاني للقيم يتمثل في أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم, مستعرضا الخصال التي كانت تميز حياته عليه الصلاة والسلام كالرحمة والصدق والتسامح حيث كان صلى الله عليه وسلم يمثل القرآن على الأرض, مستشهدا في ذلك بواقعة فتح مكة حيث أكدت السيرة النبوية كيف تحلى عليه الصلاة والسلام بقيم العفو والرحمة اتجاه الكفار. //يتبع// 0008 ت م 2108 جمت NNNN 0013 ت م