لم ينس الجزائريون الأيام الأولى من الشهر المنقضي حينما أقدم أحد الإرهابيين يوم السادس سبتمبر الماضي على تفجير نفسه ليودي بحياة أكثر من عشرين مواطن جاؤوا لاستقبال الرئيس بوتفليقة الذي كان قادما لمدينة باتنة. وقد كان هذا الحادث الإرهابي محطة جديدة للجزائريين كي يجددوا العهد على مواصلة مسار المصالحة الوطنية ورفض كافة أشكال العنف والإرهاب مهما كان مصدرها وعلى الصعيد الخارجي أدان العالم أجمع هذه الجريمة النكراء ودعت مختلف الدول إلى المزيد من التعاون لتطويق ظاهرة الإرهاب التي أصبحت مشكلا عالميا لا حدود له ولا جنسية. وفي شهر سبتمبراحتضنت الجزائر الندوة العربية حول الكتاب المدرسي حيث دعا رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم آنذاك إلى ضرورة تقارب المناهج المدرسية العربية وإلى حتمية التعاون لبناء منظومة تربوية تقوم على كتاب مدرسي يحفظ ثوابت الأمة وتاريخها ويتفتح على العالم المعاصر بتقنياته وبمفاهيمه التي لا تصطدم مع تاريخ الأمة وأصالتها. كما شهدت الجزائر لأول مرة في تاريخها تنظيم المسابقة الإفريقية الأولى للطبيب الإفريقي الشاب وهي تظاهرة سعى المسؤولون عنها إلى بناء المزيد من علاقات الود والصداقة بين مختلف الدول الإفريقية من جهة ومن جهة ثانية محاولة اكتشاف كفاءات إفريقية في مجال الطب والدراسات الطبية. وفي ذات الشهر دشن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أكبر سد في تاريخ الجزائر بسعة قدرها 960 مليون مترا مكعبا وهو ثاني أكبر سد على المستوى الإفريقي بعد السد العالي في جمهورية مصر العربية وهو مشروع ستستفيد منه ست ولايات شرق الجزائر بتعداد سكاني قدره 6 ملايين مواطن وقد تم إنجاز هذه التحفة بمواصفات عالمية . كما عرف التعاون الجزائري الفرنسي قفزة نوعية من خلال الإعلان عن تأسيس أكاديمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر من طرف البنك الباريسي الفرنسي /باري با/ وذلك بغرض رفع مستوى مسؤولي المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة في مجالات التسيير والإدارة وتحسين الإنتاج وتحقيق التنافسية التي تقوم على المقاييس الإقتصادية العالمية المعتمدة . ومن جهته دعا الرئيس المالطي إدوارد فنينش آدمي في زيارته للجزائر يومي العاشر والحادي عشر من الشهر الفايت إلى بناء تعاون وشراكة متميزة تأخذ بعين الاعتبار القدرات التي يملكها كل بلد وتكون أيضا في خدمة الشعبين واقتصاد البلدين. وتحدث إدوارد فينش آدمي عن رغبة رجال أعمال بلاده واستعدادهم لمرافقة التطور الاقتصادي الجزائري وإقامة شراكة واستثمارات في مجال السياحة والخدمات والتربية والنظام المالي والبنكي والطيران وتكنولوجيات الاتصال ومجال الصيدلة والبناء وتحلية المياه وكذا المساهمة من خلال التجربة المالطية في برنامج تحديث الإجراءات الجمركية بالجزائر وقد أعرب ضيف الجزائر عن أمله في تتويج زيارته وكذا لقاء رجال أعمال البلدين بنتائج ملموسة تدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام وقال أيضا أتمنى أن يترجم رجال أعمال مالطا طموحاتهم في ولوج السوق الجزائرية، بالخروج من هذا اللقاء بنتائج إيجابية ومشجعة مؤكدا في ذات السياق استعداد بلاده الكامل لتوطيد العلاقات مع الجزائر في المجال الاقتصادي واستغلال المناخ الايجابي الذي تتوفر عليه اليوم. وكشفت نائبة كاتب الدولة والمساعد الرئيس للمالية الدولية والتنمية الأمريكية إليزابيت ديبل عن لقاء مرتقب بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية لتقديم مقترحات جديدة لانضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية. وأشارت ديبل أن انضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية شكل محور المحادثات التي جمعتها والوفد المرافق لها مع بعض وزراء ومسؤولي الحكومة الجزائرية وعلى رأسهم رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم مؤكدة أن هذا الانضمام يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية ولذا فإن أمريكا ستدعمه فضلا عن كونه سيجلب الاستقرار لكل المنطقة وقالت نائبة كاتبة الدولة المساعد للمالية إن الولاياتالمتحدة قدمت مرافقة ومساعدة تقنية لدعم هذا الانضمام وهذا سيمكن الجزائر من التوصل إلى تطبيق المعايير المطلوبة للالتحاق بهذه المنظمة الدولية في أقرب وقت ممكن وبأقل التكاليف الممكنة. وأنهت المسؤولة الأمريكية زيارتها للجزائر على أمل العودة لاستكمال مشوار محادثتها مع نظرائها الجزائريين. // انتهى // 1146 ت م