أكد منسق السياسية الخارجية الأوروبية خافير سولانا اليوم أن العولمة تحمل جوانب ايجابية لبعض القوى والدول ولكنها تمثل تهديدات ومخاطر بالنسبة لقوى ودول أخرى وان العالم الذي أصبح في نظر البعض اقل أمانا واستقرارا بات يعتبر في نظر عدد آخر يوفر فرصا أفضل لإحراز وتسجيل ثغرات تجارية وإستراتيجية. وبين سولانا في مداخلة له أمام لجنة شؤون الدفاع الفرنسية ونشرها مكتبه في بروكسل انه وفي الوقت الذي يتنامي فيه شعور الحيرة والقلق في أوروبا والدول الغربية عامة فان مجالات اقتصادية اخرى تنظر الى العولمة من وجهة نظر ايجابية وتركز على حفز المبادلات التجارية وفتح الأسواق وكسر الحواجز. وقال المسئول الأوروبي الذي تندرج مداخلته ضمن تحرك فرنسي وأوروبي يجري حاليا لإعادة رسم وتقييم إستراتيجية مشتركة للدفاع والأمن الأوروبي بالنسبة للعقود المقبلة إن التهديدات التي تواجه الرعايا الأوروبيين لا تعني في العديد من الحالات قطاعات واسعة من سكان الأرض ومن هنا صعوبة مقاربة المشهد الدولي من جميع جوانبه ودقة التحليل و صعوبة المعاينة الواجب القيام بها . وقال منسق السياسة الخارجية الأوروبية انه حان الوقت للدول الأوروبية وللغرب عموما أن يعي انه توجد قوى خارجية تبحث هي الأخرى بشكل طبيعي وموضوعي عن مكانتها فوق الأرض و تحت الشمس وانه من المغالطة وفي هذه الحالة الحديث عن تصادم للثقافات و صراع للحضارات في حين ان الأمر يعني مجرد خلافات في المصالح وبحث عن توازنات جديدة. وبين سولانا انه وانطلاقا من هذه النظرة فان على الأوروبيين ان يقروا بحق الآخرين في التفكير بشكل مخالف وان القراءة الأوروبية لشؤون الكون لا يمكن ان تكون القراءة الوحيدة . . وأشار منسق السياسة الخارجية الأوروبية في مداخلته الى ان الملاحظة الرئيسة الثانية تتعلق بالعلاقة الوثيقة والالتصاق الفعلي بين الأمن الداخلي والأمن الخارجي . وأوضح أن البحث بشكل تلقائي عن مصادر تهديد خارجي للمشاكل التي تعترض أوروبا ودون التفكير في الوضع الداخلي للقارة لا يمكن الا ان يتسبب في مغالطات. وشدد على ان احتواء مخاطر التهديد والوقاية منها بات امرا حيويا في اية إستراتيجية أوروبية. وقال ان أوروبا لعبت دورا هاما في بسط الاستقرار في عدة مناطق من العالم وخاصة في آسيا وإفريقيا 0 وأكد المسئول الأوروبي ان الاتحاد الأوروبي يواجه ومن خلال هندسته لسياسة مشتركة للأمن والدفاع ثلاث تحديات رئيسة وهي أولا كيفية رفع القدرات العسكرية الذاتية للتكتل وثانيا تحديد العلاقة بين الناتو والاتحاد الأوروبي في مجال الدفاع وثالثا تعزيز القدرات الاستخباراتية وتجاوز الحدود الوطنية في هذا القطاع الحساس. وبين سولانا ان تعزيز القدرات العسكرية الذاتية لأوروبا لا يزال يواجه متاعب سياسة وعراقيل مادية كما ان العلاقة بين الناتو والتكتل الأوروبي لا تزال يكتنفها الغموض في حين انه وفي موضوع تبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية الحيوية فان العيد من الدول تحرص على سياستها الوطنية وترفض التعاون الصريح في هذا المجال. // انتهى // 1914 ت م