تعد الحاجة خيرة أكبر معمّرة بولاية غليزان وربما في كل الجزائر جاوزت المائة و12 سنة ورغم ذلك فإن ذاكرتها مازالت حصيفة تحمل الكثير من المحطات الثرية وهي الى جانب ذلك مازالت تحتفظ بنشاطها وحيويتها . الحاجة خيرة تنظر وراءها وترى السنوات مرت امامها مر السحاب على الرغم من درب الحياة الطويل الذي طوت خلاله اكثر من قرن . أنجبت تسعة أولاد خمسة ذكور وأربعة بنات لم يبق لها سوى بنتان اثنتان الصغرى عمرها 60 سنة و200 حفيد يملؤون المكان من حولها. وتؤكد وهي تسرد مسيرة حياتها ليومية الخبرالجزائرية ان عمرها عام 1900 كان خمس سنوات عندما تم تسجيلها في بلدية المكان .ومنذ 1943 توفي زوجها ليترك لها أعباء كثيرة وتسعة أولاد تكدح من أجلهم. تعزو الحاجة خيرة سر يقظتها وجسدها المفعم بالحيوية وطول عمرها الى امور خاصة جدا وبسيطة تطمئن الى صحتها تقول إنها كانت منذ صغرها تخبز خبزتين من دقيق الشعير كل صباح تتطعم بواحدة منها جيرانها والثانية تقطعها أجزاء وتمزجها بزيت الزيتون ثم تتناولها· ودابت على هذه العادة إلى اليوم · نشاط الحاجة خيرة التي زارت البقاع المقدسة عام 1992 لم يتوقف عند هذا الحد بل وهبها الله منذ حداثة سنها حكمة توليد النساء فقد ذاع صيتها في ذلك ولم تتوان أبدا عن تقديم يد العون لقاصديها خاصة قبل التطور العلمي حين كانت الحياة بدائية بالمنطقة وكانت كلما تولّد امرأة حاملا تعقد عقدة بخيط الصوف وقد بلغت تلك العقد الآلاف· وإلى جانب عملها في ذلك تتقن الحاجة خيرة صناعة الأواني الفخارية حيث باعت الكثير أيام الحرب العالمية الأولى . // انتهى // 1029 ت م