تعد منطقة الجوف من أهم مناطق المملكة العربية السعودية من حيث تاريخها ومواقعها الأثرية حيث يرجع أقدم ذكر مكتوب لها إلى ما بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وذلك من خلال النصوص الآشورية التي تشير إلى // دومة الجندل // أقدم مدن منطقة الجوف باسم // أدوماتو // ومن هذه النصوص.. // تلخونو // ملكة العرب استوليت منها على ألف جمل وقد دب الذعر بقلبها وقلب خزائل من القتال وغادروا خيامهم إلى مدينة // أدوماتو // دومة الجندل حاليا طلباً للنجاة وأدوماتو التي تقع في الصحراء. وكان الآشوريون يطمعون من هذه الحملات على السيطرة على دومة الجندل وذلك لسيطرتها على الطريق التجاري القديم القادم من جنوب الجزيرة العربية // اليمن باتجاه بلاد الرافدين العراق وبلاد الشام // حيث إن هذا الطريق جعل من دومة الجندل مطمعاً للآشوريين وغيرهم في تلك الفترة. وفي القرن الثالث الميلادي حاصرت الملكة زنوبيا ملكة تدمر قلعة مارد وكانت التحصينات للقلعة منيعة فعز عليها اقتحامها وقالت مقولتها الشهيرة // تمرد مارد وعز الأبلق // والأبلق قصر في تيماء لم تتمكن من فتحه وتعد دومة الجندل المدينة القديمة في منطقة الجوف من أمهات القرى في جزيرة العرب ومن ذلك قول أبي المنذر هشام بن الكلبي الذي عدَّد أمهات القرى وذكر منها .. المدينة والطائف وخيبر ووادي القرى ودومة الجندل واليمامة وعقب على ذلك بقوله بأن هذه القرى مجامع أسواق العرب فكان في العصر الجاهلي سوق دومة الجندل من أشهر أسواق العرب حيث كان وقت السوق في النصف الأول من شهر ربيع من كل عام وتبدأ أسواق العرب به. عندما جاء الإسلام بنور الهداية كانت دومة الجندل كغيرها من بلاد العرب قبل الإسلام تعيش في الجاهلية وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد غزاها في السنة الخامسة للهجرة وعندما علم أهلها بقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم تفرقوا ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفي السنة السادسة للهجرة غزاها عبد الرحمن بن عوف بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم ومكث فيها ثلاثة أيام يدعو أهلها إلى الإسلام فأسلم بعض من أهلها وفي السنة التاسعة للهجرة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى دومة الجندل الذي استطاع فتحها وأسر حاكمها أكيدر بن عبد الملك السكوني وأخذه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلم أكيدر وصالح النبي صلى الله عليه وسلم على أرضه وكتب له ولأهل دومة الجندل كتاباً جاء فيه // هذا كتاب من محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام ولأهل دومة إن لنا الضاحية من الضحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور ولا تعدل سارحتكم ولا تعد فاردتكم ولا يحظر عليكم النبات تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها عليكم بذلك عهد الله والميثاق ولكم الصدق والوفاء ماشهد الله ومن حضر من المسلمين // ثم اخلى سبيله فرجع أكيدر إلى دومة الجندل وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد أكيدر عن الإسلام وترك دومة الجندل. // يتبع // 1009 ت م