تراقب الأوساط الاوروبية السياسية والإعلامية والنقدية بحذر وترقب المنحى الذي اتخذته معركة انتخابات الرئاسة الفرنسية والتي أسفرت عن ظهور معسكرين متنافرين ومتناقضي الاتجاهات بعد الجولة الأولى التي جرت أمس. واسفرت تلك الجولة على تصدرمرشح اليمين المحافظ / نيكولا ساركوزي / لنتائج الاقتراع وتلته في المرتبة الثانية مرشحة الحزب الاشتراكي / سيغولين رويال / . وستجري المواجهة النهائية بينهما يوم السادس من شهر مايو القادم وسط مؤشرات بأن هذه المواجهة ستكون مريرة وصعبة وقاسية لعدة اعتبارات محلية ودولية. والتزمت الدوائر الإتحادية الأوروبية في بروكسل الصمت المطبق وأمتنعت عن التعليق على نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية. وقال / يوهانس لايتنباغر / المتحدث بإسم المفوضية الأوروبية في بروكسل أن الجهاز التنفيذي الأوروبي لن يعلق على ما يعتبره شان داخلي فرنسي وان رئيس المفوضية الأوروبية / جوزيه بارزو / الذي يتابع العملية السياسية في فرنسا عن كثب لن يقوم بأية ردة فعل سوى بعد صور النتائج النهائية للجولة الثانية وتوجيهه لتهنئة تقليدية للرئيس الجديد. ولكن وخارج هذا الموقف فإن الدوائر الإتحادية الأوروبية تركز على الطابع الحيوي والحساس للاقتراع الفرنسي بسبب الإرتباط المباشر بعدد من الخيارات الأوروبية حاليا وتحديدا بشان إنعاش الدستورالأوروبي الذي رفضه الفرنسيون منذ عامين ويسعى المسئولون الأوروبيون الى إخراجه حاليا من الطريق المسدود. وقال رئيس البرلمان الأوروبي / هانس غيرت بوتريتغ / صباح اليوم للصحفيين وفي أول تعليق له على الاقتراع الفرنسي ان تراجع اليمين المتطرف ووصول ثلاثة من مؤيدي الطرح الأوروبي في صدارة الاقتراع يعتبر مؤشرا ايجابي. ولكن ورغم هذا التفاؤل فان المنافسة بين مرشح اليمين المحافظ / نيولا ساركوزي / ومرشحة اليسار / سيغولين رويال / ستأخذ بالضرورة طابعا أوروبيا خلال الأيام القليلة المقبلة. ويخشى المسئولون الأوروبيون من تسجيل مزايدة خطيرة بين الطرفين على حساب الإلتزامات والتعهدات الاوروبية لفرنسا. ويرفض / نيكولا ساركوزي / بشكل مفتوح ضم تركيا للإتحاد الأوروبي وهو موقف من شأنه إضعاف المعسكر المؤيد لتركيا داخل العائلة الأوروبية في حالة فوزه. ويقترح / ساركوزي / مجرد إرساء شراكة متقدمة مع الاتراك وهو ما ترفضه انقرة بشكل تام . ويحظى / ساركوزي / بتأييد الأوساط القومية الفرنسية و / لوبي الارمن / المقيمين في فرنسا والمعارضين لضم تركيا والذين يفوق عددهم المليون ونصف المليون شخص. وفي المقابل فإن مرشحة اليسار / سيغولين رويال / تثير العديد من التساؤلات هي الأخرى على الصعيد الأوروبي وخاصة بشان مستقبل الدستور. وفيما يدعو خصمها / ساركوزي / الى اعتماد دستور أوروبي منقح ومبسط فإنها دعت علنا الى العودة الى الاستفتاء الشعبي المباشر لاعتماد أي دستور أوروبي في حالة فوزها مما يعني استمرار الأزمة المؤسساتية الاوروبية . كما ان موقف المرشحين الفرنسيين من العملة الاوروبية الواحدة اليورو واداء المصرف المركزي الأوروبي يثير مصدر قلق فعلي على الصعيد الأوروبي. وتدعو المرشحة الاشتراكية الفرنسية الى اعادة النظر في مكانة ودور المصرف فيما يحمل / نيكولا ساركوزي / اليورو المتاعب التي تواجه المستهلكين الفرنسيين. // انتهى // 1329 ت م