توجه خطة الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها ألمانيا حاليا والى غاية نهاية يونيو القادم بارساء شراكة اقتصادية وتجارية متقدمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مصاعب متصاعدة وقد تتسبب في إحباطها وعدم ترجمتها الى ارض الواقع. ووضعت المستشارة الألمانية انغيلا ماركيل ومن ضمن أولويات الرئاسة الدورية الألمانية تطويرالعلاقات الاقتصادية والتجارية والنقدية بين ضفتي الأطلسي. وجعلت منها احد محاور تحركها للدفع نحو إحداث تحالف إقتصادي عضوي بين المؤسسات الأمريكية والأوروبية في مختلف المجالات. وقالت ماركيل في وقت سابق من العام الجاري ان مثل هذه الشراكة من شانها ان تدعم التحالف الأوروبي الأمريكي القائم على الصعيد السياسي وتجعله اكثر مصداقية عبر دعم شق الاقتصادي لمواجهة المجالات العملاقة الأخرى وقدرة التنافس الآسيوية المتصاعدة. وقال مصدر أوروبي مطلع في الجهاز التنفيذي الأوروبي في بروكسل ان الخطة الألمانية تواجه عقبات ميدانية وفنية منذ إطلاقها من قبل المستشارة الألمانية وان الطرف الأمريكي يعارض عددا من جوانبها المحددة وتوجد خشية فعلية على عدم ترجمتها عمليا وفي الموعد المحدد. ويعقد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قمة بينها قبل نهاية الشهر الجاري كان من المقرر لها ان تعتمد الخطوط الأولى للشراكة المتقدمة المقترحة. وأوضح مصدر أوروبي مسئول تابع لمكتب المفوض الألماني غونتر فرهوغن والمكلف بشؤون المؤسسات والصناعات الأوروبية والذي يدير المفاوضات مع واشنطن ان المتاعب تصاعدت في الجانب الاخر من الأطلسي وانه من غير المرجح إتمام المشروع. وكانت المستشارة الألمانية مركيل اتفقت بداية العام الجاري مع الرئيس الأمريكي جورج بوش على رفع كامل وفوري لكافة القيود الجمركية بين أوروبا والولايات المتحدة واقامة منطقة تبادل موحدة في مواجهة التكتلات الدولية الأخرى. وعادت المستشارة الالمانية للتاكيد على هذا الطرح خلال منتدى دافوس الاقتصادي في شهر يناير الماضي في سويسرا. وتقول المستشارة الألمانية ان على الطرفين الأوروبية والأمريكي التوصل وقبل نهاية عام 2015 الى اقامة فضاء اقتصادي وتجاري مندمج يوحد قواعد التعامل مع الرسوم الجمركية وحقوق الملكية الفكرية والموصفات البيئة و قواعد المنشأ والأمن التجاري . ويتضح حاليا ان الخلافات تتمحور بين الطرفين حول مسائل جوهرية واهمها قواعد الأمن التجاري و الموصفات البيئية بسبب تبيان المعانية الامريكية والأوروبية لهذه المسائل الحساسة والجوهرية وهو تباين يمس جوهر التعامل الثنائي وليس مجرد بعض من جوانبه حسب الدبلوماسيين. وترى نفس المصادر إن مجمل الاتفاقيات التي وقعها الأوروبيون مع الطرف الأمريكي حتى الآن في هذا الاتجاه ومنها اتفاقية السماء المفتوحة لتحرير قطاع النقل الجوي تصب في اتجاه واحد أي لصالح المؤسسات الأمريكية وهو ما بدا يثير تململا داخل أوروبا ضد الخطة الألمانية المعلنة. // انتهى // 1219 ت م