انقضى اليوم الجمعة الأسبوع الأول من أسبوعي الفترة الفاصلة بين شوطي الانتخابات الرئاسية في موريتانيا. ومع اقتراب الشوط الثاني تشهد الساحة السياسية الموريتانية حراكا دؤوبا غير مسبوق حيث يسعى الجميع لتحديد الموقف المناسب في الشوط الثاني المقرر في الخامس والعشرين مارس الجاري. وتتوزع الاهتمامات والتجاذبات بين المتنافسين في الدور الثاني وهما سيدي ولد الشيخ عبد الله ( 24.79 بالمائة من الأصوات ) وأحمد ولد داداه ( 20.68 بالمائة من الأصوات ) حيث أكد المجلس الدستوري اليوم أنهما المترشحان المتقدمان للشوط الثاني. ويقدم المترشح الفائز الأول في الشوط الأول سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله نفسه للجمهور على أنه مرشح التغيير الهاديء الذي تحبذه الأوساط المعتدلة بينما يقدم أحمد ولد داداه نفسه على أنه مرشح التغيير النشط الذي تسعى إليه الأوساط التي عارضت النظام السابق على مدى عقدين من الزمن. وقد التفت حتى الآن حول ولد الشيخ عبد الله مجموعات واسعة من المعتدلين وأصحاب المصالح الكبرى وكبار مسؤولي النظام السابق بينما التف المعارضون السابقون ودعاة التغيير حول أحمد ولد داداه الذي لم يخل ملعبه السياسي من أعوان النظام الذي سقط في الثالث أغسطس 2005م. يذكر أن كلا الرجلين المتنافسين أحمد ولد داداه وسيدي ولد الشيخ عبد الله يبلغ السبعين من العمر ومختصان في الإقتصاد كما أن كليهما من وزراء الرئيس "المؤسس" مختار ولد داداه وبالنسبة لصراع المناطق الموريتانية فإن أحمد ولد داداه يسيطر بنسب عالية على ناخبة العاصمة نواكشوط كما أنه مدعوم من ناخبي منطقة الجنوب التي ينتمي إليها. وبما أن منطقة الجنوب تتصارع تقليديا مع مناطق الشرق الموريتاني ذات الثقل الانتخابي فالمتوقع أن يحظى المرشح الآخر سيدي ولد الشيخ عبد الله بأصوات الشرق بصورة تلقائية. هذا ولم يعلن المترشحون الكبار الذين سقطوا في الشوط الأول وهم الزين ولد زيدان ( 15.27 بالمائة ) ومسعود ولد بلخير ( 9.80 بالمائة ) وصار ابراهيما ( 7.94 ) مواقفهم من التنافس الذي سيجري خلال الشوط الثاني. وكان أربعة من مترشحي الشوط الأول قد أعلنوا اليوم دعمهم للمرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله في الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية في الخامس والعشرين من مارس الجاري. وأكد الأربعة وهم مولاي ولد الجيد ( 0.38 بالمائة ) ومحمد غلام ولد سيداتي ( 0،09 بالمائة ) ومحمد أحمد ولد صالحي ( 0.38 بالمائة ) وإسلم ولد المصطفى ( 0.24 بالمائة ) بأنهم "بعد تحليل معمق للوضع السياسي في البلاد، قرروا دعم سيدي ولد الشيخ عبد الله نظرا لما حظي به من إجماع وطني، ولقدرته على إدارة البلاد في الفترة القادمة". // انتهى // 1651 ت م