واصل مساء اليوم بقاعة الملك فيصل بفندق انتركونتننتال بالرياض النشاط الثقافى للمهرجان الوطنى للتراث والثقافة الثاني والعشرين نشاطاته حيث اقيمت محاضرة بعنوان // الاصول الشرعية والمنطلقات العلمية // القاها الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين وادار المحاضره الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي . وبين المحاضر ان الاسلام ذاته ليس موضوع للاصلاح وانما يكون به الاصلاح مؤكدا ان الاصول الشرعية للاصلاح تتطلب اساسيات وهي الايمان وتطابق عمل المصلح على تخليص عمله الاصلاحي من كل شائبة لاتتفق مع الاسلام وتعاون المصلح مع غيره من المصلحين والمثابره والمصابره والثبات على الامر ومقاومة المعوقات . واشار الشيخ الحصين الى ان منطلقات الاصلاح من حيث العمل هي اقرب الى الخصوص من العموم فهي دائمة متغيرة وفق تغير البيئة التي تعمل فيها سواء بالنظر للزمان او المكان او المجتمع او اولويات احتياجات الناس . وشدد فضيلته على ان عملية الاصلاح يجب ان تركز على ثلاثة مجالات وهي الادارة والتعليم والاقتصاد باعتبار ان هذه المجالات حلقات متشابكة لايمكن فصل احدها عن الاخرى ولا يمكن تحقيق تقدم للمجتمع الا بتساومها في حركة الاصلاح . عقب ذلك عقدت ندوه بعنوان // العالم وثفافة الكراهية حول التعصب والهيمنه وصراع الثقافات // شارك فيها الدكتور علي بن ابراهيم النملة والداعية الشيخ الدكتور جعفر شيخ ادريس ومفتي جبل لبنان الدكتور محمد بن علي الجوزو وادار الندوه الدكتور زيد بن عبدالمحسن الحسين . وفي مستهل الندوه تحدث فضيلة الشيخ محمد الجوزو عن ثقافة الكراهية والتعصب مشيرا الى ان التعصب ينشا بسبب الجهل والعنصرية والانغلاق وعدم فهم الاخر وبسبب الحقد الديني التاريخي الذي امتازت به دول الغرب الى جانب الاحساس بالتفوق بسبب التقدم العلمي والتفوق العسكري . وقال الدكتور الجوزو ان استعلاء الغرب ادى الى ازدارءهم لثقافة الاخرين برغم ادعائهم للعلمانية فانهم لم يستطيعوا ان يتحرروا من التعصب الديني الموروث منذ الحروب الصليبية . ودعا الدكتور الجوزو الى تضافر الجهود الاسلامية ورص الصفوف ونبذ اسباب الفرقه والخلاف لمواجهة الاخطار التي تحيط بالامة الاسلامية مثنيا على دور المملكة العربية السعودية في توحيد الامة الاسلامية وحل الخلافات فيما بينها . عقب ذلك قدم الدكتور جعفر الشيخ ادريس بحثا حول قضية الكراهية مبينا ان هناك غلو في الكراهية تجاه الاخر في الغرب مستشهدا باقوال عدد من المفكرين الغربيين . واوضح ان الاسلام يفرق بين الكراهية والعدوان حيث ان الكراهية عند الاسلام لاتبرر العدوان حيث ان الاسلام يحثنا على التسامح مع من لا يعادينا ولكن لا نتسامح مع من يقاتلنا ويعادينا مشدد على ان الاختلاف بين الثقافات الايعني الصراع والصدام . ثم قدم الدكتور علي النملة ورقة عمل تناولت موضوع الاستشراق وصناعة الكراهيه حيث ابان ان ظاهرة الاستشراق ليست سلبيه ولا ايجابيه في مجملها . واوضح الدكتور النمله ان الاصل في نظرة الاسلام للثقافات الاخرى ان تقوم هذه النظره على منهج الوسطي الذي سار عليه سلف الامة في التعامل الواضح مع الثقافات المعاصره من حيث اعطاؤها قيمتها الفعليه ومن ثم الافاده مع معطياتها العلمية والمعرفيه والحضاريه بما لايتعارض مع ثوابتنا الاسلامية وعدد المحاضر وسائل الحوار بين الثقافات منبها الى ان الاستشراق ساهم في بعض جوانبه على تعميق صناعة الكراهية بين الثقافة الاسلامية خاصة وغيرها من الثقافات لا سيما الثقافة الغربية من خلال عمله في بعض جوانبة على تشويه الثقافة الاسلامية في مصادرها وتراثها واوضاع المسلمين المعاصره . وفي ختام المحاضره والندوه اجاب المحاضرون على اسئلة واستفسارات الحضور . // انتهى // 2324 ت م