تبدأ يوم غد الخميس في العاصمة مدريد جلسات محاكمة المتورطين في التفجيرات الارهابية التي هزت اسبانيا في 11 مارس سنة 2004 وخلفت مقتل 191 شخصا وقرابة ألفي جريح. وتأتي هذه المحاكمة بعد أكثر من 25 شهرا من التحقيقات المتتالية من طرف القضاء وملف ضخم مكون من 100 ألف صفحة حيث سيمثل أمام القضاء 29 شخصا تسعة منهم اسبان والباقي من جنسيات متعددة . ويتابع القضاء 29 شخصا لكن أغلبهم بتهم ثانوية في حين أن التهم الرئيسية بالتورط المباشر لا تتجاوز ستة أشخاص على رأسهم جمال زوغام المتهم بالمساهمة في وضع القنابل في حين أن الآخرين بالتحريض أو بيع المتفجرات كما هو الشأن في حالة الاسبان المتهمين. ورغم مرور ثلاث سنوات على هذه التفجيرات فالطبقة السياسية والصحافة منقسمة في تقييمها والأسباب التي تقف وراءها ثم الجهات الحقيقية المتورطة. الحكومة وبعض الصحف مثل / آ بي سي / والباييس / تؤكد على نزاهة التحقيق القضائي والأمني ومقتنعة بوقوف جماعات تدور في فلك تنظيم القاعدة وأن السبب الرئيسي هو تورط اسبانيا في الحرب ضد العراق . وفي الجانب الآخر تشكك صحف مثل / الموندو/ والحزب الشعبي اليميني المعارض / في التحقيق وتعتقد في تورط منظمة / إيتا / الى جانب المتطرفين الدينيين. ويرى المراقبون أن هذه المواجهة السياسية ستزداد حدة كلما تقدمت جلسات المحاكمة وأن الرأي العام الاسباني سيتابع باهتمام بالغ ما يصفه بأكبر محاكمة في تاريخ اسبانيا. // انتهى // 1354 ت م