تجري في العاصمة الروسية موسكو غدا الاثنين اجتماعات وفد الترويكا الاوروبية مع وزير الخارجية الروسي في سعي أوروبي جديد لحلحلة العلاقات الروسية / الاوروبية والتي تمر منذ عدة أشهر بأزمة صامتة ولكنها فعلية ومستمرة. ويشارك في وفد الترويكا الاوروبية كل من وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتيانمير ومفوضة العلاقات الخارجية الاوروبية النمساوية بينيتا فالندر والاسباني خافير سولانا منسق السياسة الخارجية الاوروبية. ويجتمع الوفد في جلسة عمل واحدة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتخيم العديد من الشكوك الفعلية على اللقاء الروسي / الاوروبي وتحديدا بشأن تمكن الطرفين من تجاوز الخلافات القائمة بينهما والتي حالت حتى الآن دون التوصل إلى تجديد اتفاقية الشراكة والتعاون الروسية الاوروبية والتي انتهت صلاحيتها نهاية العام الماضي. وتمر العلاقات الروسية / الاوروبية بأزمة ثقة فعلية نتيجة عدة عوامل رئيسة وهامة وفي مقدمتها سعي روسيا إلى مقايضة إمداداتها من النفط والغاز لأوروبا بمقابل سياسي وتجاري لا يبدو الاتحاد الاوروبي مستعدا له حاليا. كما أن التوجهات المعلنة المناهضة للخيارات الاقليمية الروسية وتحديدا العلاقات الشائكة الحالية بين بولندا وروسيا بشأن الصادرات الزراعية وصادرت اللحوم البولندية لروسيا تعتبر مطبا فعليا في وجه تحسين العلاقات بين موسكووبروكسل. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي أن وفدا روسيا سيكون متواجدا في بولندا غدا الاثنين عند انطلاق المحادثات الروسية الاوروبية في محاولة لحلحلة ملف الصادرات الزراعية البولندية وخاصة القمح واللحوم. ولكن روسيا تواجه أيضا انهيارا تدريجيا لعلاقاتها مع دول أخرى انضمت حديثا للاتحاد الاوروبي مثل رومانيا وبلغاريا والتي تقلصت المبادلات التجارية معها. كما أن توجه كل من تشيكيا وبولندا لإقامة منصات لإطلاق الصواريخ الامريكية العابرة للقارات فوق أراضيها بات يثير غضبا روسيا متصاعدا. ويقول الاتحاد الاوروبي أنه ورغم مجمل هذه الاشكاليات فإنه يسعى لتطوير علاقته التجارية والسياسية مع روسيا بوصفها شريكا هاما للاتحاد الاوروبي في إدارة بعض الملفت الدولية والاقليمية وخاصة الوضع في منطقة القوقاز والملف النووي الايراني والوضع في الشرق الاوسط حيث تعتبر رويا عضوا في اللجنة الرباعية الدولية. وقال مصدر أوربي في بروكسل // أن الاتحاد الاوربي لا يريد مناقشة القضايا والملفات الدولية الشائكة مع روسيا فحسب بل أيضا إدارتها معها وبشكل جماعي //. ويعتبر الاوروبيون أن الأزمة المستعصية في الشرق الاوسط ومخاطر الملف النوي الايراني وانهيار الوضع الافغاني وصعوبة الوضع في العراق ومتاعب الادارة الامريكية تعتبر جميعها عناصر تشجع على توثيق العلاقات مع روسيا بالرغم من عمق الخلافات التجارية. وسيتجنب الوفد الاوروبي خلال محادثات الترويكا مع روسيا مواضيع حساسة قد تثير حساسية الكرملين مثل الوضع في شمال القوقاز أو مسألة حقوق الانسان تحديدا. وسيركز الأوروبي على قضايا أخرى مثل ملف التقلبات المناخية واحتواء الاحتباس الحراري أو تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات ملف إقليم كوسوفو ومفاوضات منظمة التجارة العالمية إلى جانب الإشكالية الرئيسية التي تهم الطرف الاوروبي وهي إشكالية إمدادات الطاقة. وبين مصدر أوروبي في تعليق له على دعم روسيا لفكرة إنشاء تجمع للغازعلى غرار منظمة الدول المصدرة للنفط ان الاتحاد الاوروبي ومن حيث المبدأ يعارض انشاء التكتلات التي قد تضر باليات المنافسة التجارية. // انتهى // 1408 ت م