صدرت الصحف السورية اليوم مولية اهتماماتها بمحادثات القمة بين الرئيس السوري بشار الأسد وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وإلتى تركزت عبر ثلاثة اجتماعات أحدها ثنائي حول العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية. وأخبرت عن لقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مع رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي وبحثهما الاوضاع المتأزمة على الساحة الفلسطينية وسبل تخفيف الاحتقان الحاصل. وبينت أن الاستراتيجية السياسيّة السورية تتميّز بسمتين أساسيتين مترابطتين ومتفاعلتين هما الثبات والديناميّة فسورية تلتزم منذ عقود طويلة ولاسيما من عام 1970 بجملة من الأسس والمنطلقات والثوابت والأهداف التي لا تحيد عنها في توجّهاتها وتحرّكاتها السياسية والدبلوماسيّة حيث تشكّل مرتكزات مرجعية لكل جهد سوري أكان عربياً أم إقليمياً أم دولياً. ويأتي في طليعة هذه الأسس والمرتكزات والمنطلقات إعطاء الأفضلية والأولوية للبعد والتوجه والتضامن العربي عموماً ومسألة الأمن القومي العربي على وجه الخصوص والنظر للقضايا العربية الساخنة والمقلقة بوصفها شأناً وهمّاً وهاجساً أساسياً للسياسة السورية. ولفتت إلى أن التحركات السورية بمختلف درجاتها ومستوياتها ارتبطت بالهموم والقضايا العربية المحورية وأبرزها القضية الفلسطينية والصراع متعدد الأشكال والوجوه مع الصهيونية وأيديولوجيتها التوسعية العنصرية والتهديدات الخطيرة التي واجهت وتواجه الأمن القومي العربي في مواقع ومواضع مؤلمة جداً في فلسطين والعراق والسودان والصومال وغيرها من البلدان والمفاصل العربية. ونوهت إلى أن الأمة كلها تنظر باهتمام وترقب كبيرين لتحركات القيادة السورية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد سواء في زيارته للدول الشقيقة كالجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة أو في زيارته لروسيا الاتحادية الصديقة التي تأتي استمراريةً وتتويجاً لحركة دؤوب لا تهدأ. ورأت أن الرئيس السوري بشار الأسد في حديثه الأخير لصحيفة // لاريبو بليكا // الإيطالية أعطى رؤية بالغة الدقة والوضوح حول تردي أوضاع منطقة الشرق الأوسط وافتقارها لأسباب الاستقرار والتقدم مؤكداً أن ( مختلف قضايا المنطقة مرتبطة بمشكلة الاحتلال ) وبالتالي فإن إنهاء الاحتلال يشكل المدخل الطبيعي والشرط الموضوعي لحل كل هذه القضايا التي تنذر بالمزيد من التوتر والفوضى في المنطقة وبما ينعكس سلباً على استقرارها ومستقبل السلم والأمن الدوليين. وتساءلت لماذا الاحتلال السبب في كل مشكلات المنطقة وخصوصاً منها حالات التوتر والاضطرابات والفوضى والصراعات الدامية والتخلف وحتى نمو الارهاب والتطرف بلغة قوى الاحتلال التي تنكر على الشعوب الخاضعة لها بسطوة القوة والغزو حقها في الحرية وتعتبر ممارسة هذا الحق بشتى أشكال المقاومة ( إرهاباً وتطرفاً ). وأكدت أن مأساة فلسطين نشأت بسبب الاحتلال وسياسته التهجيرية والقمعية الظالمة والأزمة اللبنانية التي يراد لها أن تفجر بؤرة جديدة من التوتر الخطير في المنطقة نشأت أيضاً بسبب الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الجنوب ورفض إسرائيل وضع حد له وكذا الأمر بالنسبة للأزمة العراقية التي لم تكن لتنشأ وتبلغ هذا المبلغ من الخطر المهدد للأمن الإقليمي والاستقرار الدولي والمصالح الدولية في المنطقة لولا احتلال العراق وإلغاء دولته وتحويله إلى ساحة صراعات دموية بدوافع إحكام السيطرة الأميركية عليه لنهب نفطه ومنعه من أن يشكل عمقاً استراتيجياً للعرب في صراعهم مع العدو الصهيوني. // انتهى // 1307 ت م