أعلنت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أمس أن الرئيس بشار الأسد سيزور نهاية الشهر الجاري فيينا وبراتسلافا تلبية لدعوتين من كل من الرئيس النمساوي هانز فيشر ونظيره السلوفاكي ايفان كاسباروفيتش خلال زيارتهما المنفصلتين إلى دمشق في نهاية العام 2007. ودعا الأسد خلال لقائه أمس وفداً بريطانياً البرلمانات الأوروبية إلى دفع دولها «للعب دور أكثر فاعلية في تحقيق السلام» في الشرق الاوسط، مؤكداً أن تحقيق «السلام يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة وينعكس إيجاباً على أوروبا والعالم». وأوضحت «سانا» أن الرئيس سيجري خلال زيارته النمسا وسلوفاكيا التي ترافقه فيها عقيلته، «محادثات مع كبار المسؤولين في الدولتين تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك». وكان الأسد زار باريس في منتصف تموز (يوليو) الماضي لإجراء محادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي والمشاركة في مؤتمر «الاتحاد من أجل المتوسط». وأفادت مصادر إعلامية في دمشق أن الأسد سيجري في فيينا محادثات مع الرئيس فيشر والمستشار فيرنر فيمان وكبار المسؤولين النمساويين تتناول «سبل تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية، كما ستركز على آخر التطورات السياسية في المنطقة». ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصادر قولها إن الأسد سيبحث في براتسلافا مع كاسباروفيتش «في العلاقات الأخوية التي تربط سورية وسلوفاكيا، إضافة إلى المستجدات السياسية في المنطقة». وتعول دمشق على الزيارتين لبلورة القرار الأوروبي ب «الانخراط السياسي» معها ودفع توقيع اتفاق الشراكة السورية - الأوروبية في الأشهر المقبلة. إلى ذلك، أجرى الأسد أمس محادثات مع وفد برلماني بريطاني برئاسة النائب ريتشارد سبرنغ في حضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. ونقل ناطق رئاسي عن الأسد تأكيده ضرورة أن «تدفع البرلمانات الأوروبية دولها للعب دور أكثر فاعلية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، خصوصاً أن أوروبا الجارة هي الأقدر على تفهم قضايا المنطقة ومشاكلها». وأوضح الناطق أن الاسد بحث مع الوفد البريطاني في «الدور المهم الذي تلعبه البرلمانات في تعزيز أواصر الصداقة بين الشعوب والدول من خلال زيادة التواصل في ما بينها للوصول إلى رؤية أعمق وأشمل تسهم في تعريف الرأي العام بحقيقة الأوضاع» في الشرق الأوسط، كما قدم في اللقاء «الرؤية السورية لمجمل قضايا المنطقة في ضوء المستجدات الإقليمية والدولية، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق وسبل الارتقاء بالمنطقة إلى وضع أكثر أماناً واستقراراً». ونقل الناطق عن البرلمانيين البريطانيين «تأكيدهم الدور الحيوي والمهم لسورية في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة»، و «تنويههم بقيم التسامح» في سورية، وسعيها «الدؤوب للوصول إلى حلول لقضايا المنطقة». وأعلنت مصادر رسمية أن نائب الرئيس فاروق الشرع بحث مع الوفد البريطاني في «الأوضاع على الساحتين العربية والفلسطينية وحرص سورية الثابت على إقامة السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الدولية»، وأنه أشار إلى «المخاطر الجسيمة التي تواجه العملية السلمية بسبب سياسات إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني واستلاب حقوقه المشروعة». وكان الوفد البريطاني التقى أمس رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل، في ثالث لقاء بين قيادة الحركة وأعضاء في برلمانات اوروبية. وأفادت «سانا» أن أعضاء الوفد أعربوا عن قناعتهم بأنه «لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة من دون الحوار مع حماس»، مؤكدين «التضامن مع مأساة الشعب الفلسطيني عقب العدوان على غزة ورفضهم الحصار المفروض عليها». وعُلم ان مشعل قدم في اللقاء عرضاً لرؤية «حماس» للتطورات الاخيرة و «انتقد تقصير المجتمع الدولي عن القيام بواجبه الأخلاقي والإنساني وتعطيل أعمال الإغاثة والإعمار في غزة وربطها بشروط سياسية». وأوضح أن «التدخلات الخارجية هي السبب الرئيس لتعطيل وإعاقة إنجاز المصالة الوطنية»، داعياً المجتمع الدولي إلى «احترام إرادة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وخياراته الديموقراطية والقبول بنتائجها»، في إشارة إلى فوز الحركة في انتخابات المجلس التشريعي. ورأى أن «أساس الحل العادل للصراع في المنطقة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية».