دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة اليوم بدء الدراسة في كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود وذلك بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور عبد الله بن محمد الفيصل وعميد الكلية الدكتور سعيد بن فايز السعيد وعدد من مسئولي الجامعة والهيئة وأكثر من 600 طالب من طلاب كلية السياحة والآثار. والقى سمو الأمير سلطان بن سلمان خلال حفل الخطابي المعد بهذه المناسبة كلمة أكد فيها أهمية الشراكة مع جامعة الملك سعود والتي بدأت مع أنشاء الهيئة، مشيرا سموه إلى أن الشراكة توجت بالموافقة على إنشاء كلية السياحة والآثار. ووجه سموه شكره وتقديره لعميد الكلية والاساتذة والخبراء الذين عملوا مع الهيئة لتطوير مناهج الكلية بطريقة منهجية جديدة تأخذ في عين الاعتبار حاجة السوق وتميز الخريجين موضحا أن قسم الآثار في جامعة الملك سعود هو نواة هذه الكلية، وأن هذا القسم حمل في الفترة الماضية نصف عبء المحافظة على الآثار في المملكة من خلال الكوادر التي عملت وتخرجت منه، ومن خلال طرق البحث والتنقيب التي جابت ولا زالت أنحاء البلاد. وعبر سموه عن الأمل بأن يتخرج من الكلية خبراء في الآثار وفي مجالات التنقيب ومجالات التوثيق الأثري وأن يتخرج منها منهم متخصصون في إدارة المتاحف والمعارض الدولية ومتخصصين في إدارة المواقع الأثرية والسياحية والتي تعد من العلوم الجديدة وكذلك مجالات الترميم والتراث العمراني مشيرا إلى إطلاق العديد من المدن و المشاريع السياحية الكبرى خلال الشهرين المقبلين والتي ستحتاج لمدراء ومتخصصين ومهتمين بهذا الجانب ولديهم قدرات عالية. وبين سموه أن الهيئة العليا للسياحة تعمل الآن بالتعاون مع الجامعة على برنامج تعاوني لتطوير عدد من المسارات في مجالات التوظيف، إضافة إلى أن الهيئة ستعمل مع القطاع الخاص الذي يعد أكبر موظف وفق منهج جديد تضامني ضمن برنامج تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية ( يا هلا ) من خلال تدريب وتوطين خريجي الكلية بجميع أقسامها فورا وذلك مع أجهزة الدولة سواء هيئة السياحة والآثار أو في المتاحف والمواقع وإدارة مواقع أو مع أجهزة التنمية السياحية في المناطق التي تشرف عليها الهيئة، أو على مستوى إدارة المواقع السياحية المحلية لافتا سموه النظر إلى أن هناك طلب متوقع علي خريجي هذه الكلية على مستوى القطاع الخاص الذي يستثمر بلايين الريالات في المرحلة القادمة في مشاريع كبرى ومدن سياحية ومشاريع تطويرية كبيرة أو على مستوى المتاحف الخاصة التي ستنشئ وتحتاج من يديرها. وأشار سمو الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز إلى أن الجامعة والهيئة تدرسان حاليا مجالات جديدة للتعاون حيث شكل فريق عمل من الهيئة لإنهاء إطار هذا التعاون قبل إجازة الحج إن شاء الله وقال // سيتم العمل مع مدير الجامعة لإنشاء مبنى خاص للكلية والبدء في تصاميمه ووضع ميزانيته هذا العام، حيث تم الاتفاق على تحديد موقع متميز بحيث يكون قريب من مركز الأمير سلطان الثقافي لوجود المتحف والمعروضات المتحفية التي سيديرها أبناء الكلية، إضافة إلى دراسة إنشاء فندق في حرم الجامعة يخدم الكلية ويخدم عملية التدريب في الكلية// . وأضاف سموه قائلا // إن الهيئة تعمل مع مستثمرين في كثير من المشاريع وطرحت بعض المشاريع السياحية الكبيرة كما أن الهيئة ستدرج المتميزين من الكلية للانضمام لبرنامج تهيئة الشركاء في قطاع البلديات الذين يقومون بزيارات ميدانية لعدد من الدول يستطلعون خلالها عددا من التجارب الدولية في المواقع السياحية والأثرية والتراث العمراني // . وتابع سموه يقول // إن الشراكة التي تجمع قطاع الآثار والمتاحف والكلية ستستمر وتتوسع في عمليات التنقيب والإشراف على المواقع السياحية الأثرية وكذلك التوسع في التدريب الميداني المنهجي الذي يتدرب فيه أبناء الكلية في جهاز الهيئة // مشيرا إلى أن الهيئة فتحت الباب لتدريب طلاب المرحلة الثانوية حتى يكسبوا ثقافة العمل والاحتكاك بالآخرين وتساعدهم في تحديد مستقبلهم العملي، إضافة إلى أن المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية ( يا هلا ) سيعمل على تطوير برنامج لخريجي الكلية في المسارات التي تضمن الحد الأعلى للمتميزين الذي ينشده القطاعين الحكومي والخاص، وبرنامج لتطوير القدرات الشخصية للخريجين وتهيئتهم لبيئة العمل، وكذلك مركز الأبحاث والمعلومات السياحية (ماس) والذي سيعمل مع الكلية وفق شراكة كاملة. وأفاد سمو الامين العام للهيئة العليا للسياحة أن الهيئة ستعمل كذلك على تطوير قطاع الآثار بما يكفل نمو عمليات التنقيب وانضباطيتها وإدخال عناصر من المتخصصين من أنحاء العالم بطريقة ومنهجية جديدة للتنقيب، وذلك بعد انضمام هذا القطاع للهيئة بشكل تنفيذي خلال الشهور القريبة القادمة. وأوضح أن الهيئة قدمت مع شركائها إستراتيجية متكاملة لتطوير قطاع الآثار والمتاحف ورفعت لحكومتنا الرشيدة، تشمل أبعاد جديدة لم تدخل في المملكة من قبل منها تطوير كامل قطاع المتاحف بشكل كبير بالمملكة وتفعيل المتاحف الوطنية والمتاحف المحلية وتطوير كامل للكوادر البشرية التي تشغل هذه المتاحف مشيرا سموه إلى أن اليوم شهد توقيع ستة تراخيص متاحف خاصة لأول مرة بعد أن صدرت الموافقة على منح هذه المتاحف التراخيص اللازمة لمزاولة عملها. وأكد سموه أن المملكة تحوي على موجودات أثرية قلما توجد في مكان واحد وذلك بحكم موقعها الجغرافي والتاريخي والديني، مشيرا إلى أن اكتشاف المملكة سيتم بالتدريج وبطريقة منظمة وطريقة منهجية علمية بحيث تتم المحافظة على الأثار الوطنية. وأوضح سموه أن الهيئة بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية وعدد من الوزارات اتخذت آلية بعدم الحفر في أي موقع بالمملكة دون الرجوع إلى وكالة الآثار والمتاحف بالكشف عليه والتأكد من عدم وجود آثار . . والمح سموه إلى أن التقارير تشير إلى أن بعض البعثات التي أتت للتنقيب البترولي أو المعدني أو للتحجير وجدت آثار ليس بالقليل . ودعا سموه إلى توطين الوظائف النسائية في قطاع السياحة والآثار بما يتلائم مع ما تريده المرأة السعودية لنفسها وبما يحقق العفة ويحفظ خصوصيتها واحترامها لنفسها وكونها من بلد مسلم ذا أخلاق وقيم وبما يتوافق مع توجه المملكة في تنمية السياحة الوطنية بأنها سياحة ممتعة تحاكي أخلاق هذه البلاد . وكان الحفل الخطابي قد بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى مدير الجامعة الدكتور عبدالله الفيصل كلمة أن الكلية بنيت على أسس سليمة وقوية مشيرا على أن قسم الآثار الذي انتقل من كلية الآداب الى كلية السياحة والآثار يعد من الأقسام المتميزة على مستوى الجامعة والذي أكسب الجامعة سمعة جيدة في هذا المجال ونشر أسمها في المحافل المختصة بالآثار . وأكد أهمية تميز خريجي الجامعة الذين تبحث عنهم القطاعات الحكومية والخاصة مشيرا إلى أن الجامعة تعمل على تميز خريجيها في كل الأقسام والكليات. من جانبه أكد عميد الكلية الدكتور سعيد بن فايز السعيد في كلمته على أن كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود تعد أول كلية متخصصة في الجامعات السعودية مشيرا إلى أن أنشاء الكلية جاء ليواكب توجه الدولة لتنويع مصادر الدخل وتفعيل ما تحقق في السنوات الماضية من جهود مميزة للهيئة العليا للسياحة. وأوضح أن الكلية راعت في تخصصاتها متطلبات سوق العمل في قطاعي السياحة والتراث الثقافي بمفهومه الشامل مشيرا إلى أن خططها وبرامجها التعليمية تتضمن ركائز التعليم الأساسية المتمثلة في التعلم للمعرفة والعمل والتعلم. // انتهى // 1714 ت م