تتابع اسبانيا باهتمام كبير التغيرات السياسية في أمريكا اللاتينية والتي لا تصب في مصلحة شركاتها الكبرى التي استثمرت في هذه المنطقة عشرات المليارات من اليورو في بعض القطاعات الحساسة مثل النقل والاتصالات والتنقيب عن النفط. وتتابع الطبقة السياسية والاقتصادية باهتمام الانتخابات الرئاسية في الاكوادور التي جرت أمس، ويعتبر رافايئل كوريا عن حركة ائتلاف الوطن من أبرز المرشحين للفوز برئاسة البلاد بعدما سيخوض الجولة الثانية في نوفمبر المقبل، ويثير برنامجه قلقا في أوساط الحكومة الاسبانية والشركات الكبرى وخاصة ريبسول التي تستغل النفط في هذا البلد. فهذا المرشح أكد أنه في حالة فوزه فسيعمل على مراجعة عقد الشركات الأجنبية العاملة في مجال النفط ومراقبة الضرائب والأرباح التي تجنيها في أفق تأميمها. وتعتبر ريبسول نفسها معنية بهذه السياسة كونها أكبر شركة أجنبية متواجدة في الاكوادور في مجال النفط، وإذا حدث وفاز كوريا فهذا يعني تطبيق تعهداته الانتخابية. وبالتالي فريبسول ستتعرض مجددا لما تعرضت له في بوليفيا منذ شهور عندما أقدم الرئيس إيفو موراليس على تأميم النفط والغاز. وترتب عن هذه السياسة حرمان هذه الشركة الاسبانية من أكبر احتياطاتها النفطية مما جعل مكانتها في السوق العالمية تتراجع. وكانت شركة تليفونيكا للاتصالات قد تعرضت في الأرجنتين لسياسة شرسة من طرف الحكومة خلال الثلاث سنوات الأخيرة بعدما اتهمتها بخرق القوانين الاقتصادية للبلاد، وبدورها عانت ريبسول في الأرجنتين من ارتفاع الضرائب وتحديد فاتورات النفط والغاز كما عانت شركة إبيردرولا للكهرباء. وتدرك حكومة مدريد أنها لا تستطيع فعل الكثير أمام موجة التأميم التي أصبحت موضة في أمريكا اللاتينية، وكل ما تقوم به هو فتح حوار مع هذه الحكومات ومحاولة ممارسة ضغط دبلوماسي انطلاقا من الاتحاد الأوروبي. ويجمع المحللون الاقتصاديون على أن استمرار وصول زعماء الى سدة الحكم في أمريكا اللاتينية من طينة أيفو موراليس الذين يؤمنون بسياسة التأميم سيجبر الشركات الاسبانية على سحب استثماراتها تدريجيا من المنطقة والبحث عن مناطق أخرى، علما أن الرأسمال الاسباني في أمريكا اللاتينية يتصدر جميع الاستثمارات الأجنبية بما فيها الولاياتالمتحدة. /// انتهى // 1348 ت م