نوه مجلس الشورى خلال جلسته العادية السابعة والثلاثين التي عقدها اليوم برئاسة معالي رئيس المجلس الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد بالدلالات العميقة التي يمثلها اليوم الوطني الذي صادف أمس السبت . كما رفع المجلس تهانيه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وإلى الشعب السعودي وإلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك . وقال معالي رئيس مجلس الشورى في كلمة استهل بها الجلسة " سته وسبعون عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ،وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة, لقد كان توحيد أجزاء البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية ميلاد دولة فتية ، تعتمد شريعة الله منهجاً، وتنشر العدل, في ربوعها, وتسهم مع دول العالم في إقرار السلام وتوطيد دعائم التعاون وتطوير المجتمعات, تحل الذكرى السادسة والسبعون لليوم الوطني لتعكس ماضياً تليدا أسس لهذا الحاضر الزاهي الذي يحمل بين جنباته التقدم والخير، وسعادة الإنسان وأمنه ورفاهه في هذه الأرض المباركة،والاستشراف الواسع نحو مستقبل افضل دينا ودنيا بإذن الله. وأضاف معاليه يقول إن اليوم الوطني يوم مجيد طويت بحلوله فترات الخوف والفرقة والتشتت فترات عاشها الأباء والأجداد اقتتالاً وتناحراً وجوعاً وجهلاً وفقراً ومرضاً أبدلنا بها الله سبحانه وتعالى وحدة نعض عليها بالنواجذ وحدة هي من أكبر ثوابتنا وحدة جمعتنا على الدين والأرض والأمة الواحدة من كل مناطق المملكة المترامية الأطراف من يمشي على ثراها هو السعودي العربي المسلم وحدة عظيمة رائدها وقائدها الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود جمع الله به الشمل ووحد به الوطن وهبه حسن الإدارة ونفاذ البصيرة وصدق العزيمة واصطفاء الرجال فخرجت هذه البلاد من العداوات و الضغانن والحروب إلى الوئام والمحبة والسلام والتطور. ومضى معاليه يقول ان الملك عبد العزيز اسم محفور في الذاكرة ذاكرة الوطن وذاكرة المواطنة من أقام دولة عربية إسلامية أخذت مكانها ومكانتها ووزنها وثقلها الديني والسياسي والاقتصادي ثم جاء أبناؤه البررة من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمة الله عليهم جميعاً ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخوه وعضده ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز الذين رعوا هذا البناء وعززوا نماءه ورفعته حملوا الأمانة واضطلعوا بالمسؤولية سيداً بعد سيد وقائداً من بعد قائد في رقي وتطور ومواكبة لكل حديث وجديد مع المحافظة على الأسس والثوابت ليبقى لهذا الكيان تميزه وحيويته, ونصيراً لله وللحق ولكل قضية عادلة في لحمة بين الراعي والرعية وشواهد لا تحصر لنجاحات متواصلة تضيف مجداً إلى مجد وعزاً على عز في مملكة الدين والعلم والإنسانية, في وحدة القلوب ووحدة الكيان ولسوف تترسخ هذه الوحدة وتتنامي المنجزات وتتزايد المكاسب ويُظلنا بإذن الله وفضله الأمن والرغد ومنجزات التقدم والاستقرار السياسي والاجتماعي وصور لا تُحصى من المنجزات الوطنية." وأردف ومضى يقول " وفي مسيرة بناء الدولة وتأسيس نظام الحكم والإدارة شكل مبدأ الشورى أحد أهم الركائز الأساسية للحكم في المملكة العربية السعودية وأحد أهم المميزات التي جعلت هذه البلاد تتميز في مجال الحكم والإدارة ، ولاسيما وأنه نظام ومبدأ نابع من عقيدة الإسلام وشريعته السمحة التي تأسس عليها هذا البنيان الكبير وبين معالي الدكتور صالح بن حميد ان مجلس الشورى حقق إنجازات كثيرة منذ عهد التأسيس, وأسهم في تحقيق أسباب التنمية وتهيئة ظروفها في كل المجالات وقال ونحن إذ نتذكر ذلك فلن يغيب عن الجميع أن أول القرارات التي أتخذها الملك عبد العزيز - رحمه الله - في بدء توحيد هذا الوطن الكبير كان أمره بتكوين مجلس للشورى وذلك حين دخوله مكةالمكرمة ولقائه بعلماء المسجد الحرام للتشاور في الهيئة التي تنبغي لإدارة البلاد حيث قال : "لا أريد أن استأثر بالأمر في بلادكم دونكم ، وإنما أريد مشورتكم في جميع الأمور". وأضاف معاليه " واستمر التطبيق الفعلي لهذا المنهج الراشد خلال عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - متطوراً في هيئة مجلس شورى يضم خبرة رجال البلاد ويرأسه الأمير فيصل بن عبد العزيز - نائب الملك في الحجاز - وتطوير هذا المجلس بخبراته وآلياته مسهماً في مسيرة البلاد ونمائها عبر عقود متوالية إلى أن جاء الطور الحديث بهذا المجلس فأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - أمره الكريم / رقم أ\91 وتاريخ 27 \8 \1412ه / بإصدار نظام مجلس الشورى بما يتلاءم مع مستجدات العصر ومتطلبات الواقع وحاجة التنمية الوطنية, كما أصدر رحمه الله أمره / رقم أ\15 وتاريخ 3 \3\ 1414ه بتشكيل أعضاء المجلس البالغ عددهم /60 / عضواً حيث اختيرت نخبة من أبناء هذه البلاد ذات الكفاية العلمية والفنية والعملية في المجالات المختلفة ثم زيد العدد في الدورة الثانية ليصل إلى /90 / عضوا كما زيد في الدورة الثالثة إلى /120 / عضوا وفي الدورة الرابعة الحالية زيد عددهم إلى / 150 / عضواً. وزاد معاليه يقول وأمتدت هذه النظرة بل هذه الفلسفة وهذا الدعم والثقة حتى قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز / حفظه الله / مؤكداً لها وماضيا في مسيرتهاً فخاطب مجلسكم هذا قائلاً:// أنكم تمثلون شعبكم وهي مسؤولية كبرى تتحملونها وتستلهمونها في هذا اليوم المجيد// . وقال معاليه ومما نفاخر به في يومنا هذا أننا لسنا وحدنا الذين نعتز بهذا المجد وهذا الإنجاز ولكن من فضل الله عز وجل علينا وعلى الناس امتدت بها مملكتنا مملكة الدين والعلم والإنسانية لتطال برعايتها وإسهاماتها الخيرة والمباركة في مجالات الدعم الإنساني والتنموي من وقفت إلى جانبهم أفراداً وأمماً ودولاً في ظروف الشدة والحروب والكوارث في لفتة مودة واخوة وصداقة وإنسانية نبيلة واختتم معاليه كلمته بالقول لقد قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز / حفظه الله / في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة كلمة مجسده لهذا اليوم العظيم والإنجاز العظيم والكيان العظيم أن احتفاء المملكة بيومها الوطني يُجسد وحدة وطنية راسخة وتمسكاً بالإسلام عقيدة وشرعاً ومقاصد ونهج حياة وأن ترسخ لقيم العدالة والمساواة بين المواطنين والتزاماً بالعمل الحثيث نحو تنمية الوطن بكل أرجائه تأكيداً لإسهام المملكة في وحدة الصف العربي وتماسك الأمة الإسلامية واستقرار العالم ورخائه أجمع . وأوضح معالي الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور صالح بن عبد الله المالك أن المجلس انتقل بعد ذلك لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعماله حيث واصل بحثه لمشروع اللائحة الأساسية لمراكز التنمية الاجتماعية . وأبان الدكتور المالك أن مشروع اللائحة يقع في عشرين مادة تقوم على إيجاد مراكز تنمية اجتماعية بمشاركة المواطنين تهدف إلى تنمية المجتمعات المحلية ومشاركتها مادياً ومعنوياً وبشرياً في تنفيذ مختلف البرامج التنموية والاجتماعية والثقافية والتدريبية والرياضية والصحية والزراعية والبيئية التي تسهم في سد احتياجات المجتمع المحلي وتنميته وأمنه وسلامته . وفي نهاية الجلسة طلبت لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب تأجيل التصويت على مواد اللائحة في جلسة قادمة بإذن الله لتتمكن من الرد على ملحوظات الأعضاء ومداخلاتهم بشأن مواد اللائحة . // انتهى // 1832 ت م