بدأت روايات الأدباء الاسبان الجدد تحتل مراكز متقدمة في عدد من الدول بعد ترجمتها حيث فاقت مبيعات خمسة روائيين من ضمنهم زوفون 11 مليون نسخة في ظرف سنتين. واعتاد الروائيون الاسبان أن يبيعوا إنتاجاتهم الأدبية في اسبانيا ودول أمريكا اللاتينية الناطقة بالإسبانية. وساد الاعتقاد أن الرواية الاسبانية التي تلقى إقبالا في باقي الدول وبمختلف اللغات هي /دون كيشوت دي لمنشا/ في حين أن باقي الابداعات لمؤلفين كبار مثل خوسي سيلا الحائز على نوبل للآداب لا تتجاوز مبيعاتها بعض آلاف بالانجليزية والفرنسية وفي أحسن الأحوال تتجاوز عشرة آلاف نسخة. وخلال السنتين الأخيرتين، برزت مجموعة من الروائيين التي ترجمت أعمالها الى لغات أوروبية ويابانية وصينية باستثناء العربية، وهم سون ماتيلدي أسينسي، وكارلوس رويث زوفون، وخوليا نافارو وخافيير سييرا وإيلدلفونسو مارتينيث، ويتربعون على عرش المبيعات في بعض الدول. ويؤكد وكلاء هؤلاء الأدباء ودور النشر التي تتعامل معهم أن السر يكمن في وعيهم بأن هناك مفاتيح روائية للوصول الى العالمية تكمن في الوقت الراهن في توظيف التاريخ والثقافة بنوع من المعالجة العجائبية، حيث يكون البطل دائما في البحث عن سر من الأسرار التاريخية والدينية. ومن ضمن الذين انتقلوا الى العالمية، الروائية سون ماتيلدي آسينسي بروايتها /الكاتون الأخير/، تجعل من الأسرار التي يضمها أرشيف الفاتيكان محورا لروايتها، حيث تعثر بطلة الرواية على كتب قديمة تعود الى مختلف الأزمنة ولا يوجد منها سواء نسخة واحدة، وتبدأ رحلة البحث عن أسرار كتاب رفقة باحث أركيولوجي لتنتقل من روما الى أثينا ثم الاسكندرية ومدن أخرى. ويعد كارلوس رويث زوفون من الروائيين الشباب الذين غزوا المكتبات العالمية بروايته /ظل الريح/ التي فاقت مبيعاتها في اسبانيا نصف مليون نسخة وفي العالم ثلاثة ملايين نسخة بعدما حصلت على جائزة أحسن رواية أجنبية في فرنسا سنة 2004 ودخل ضمن المراكز العشر الأولى في الولاياتالمتحدة. وتحكي الرواية انغماس طفل في عالم الكتب المثيرة من خلال زيارته الى مقبرة الكتب في برشلونة ويعثر على كتاب معين ويحاول معرفة المصير المؤلم والتراجيدي لمؤلفه. وبدورهم حقق خافيير سييرا بروايته /العشاء الأخير/ وإيلدلفونسو مارتينيث /كاتيدرائية البحر/ وخوليا نافارو /الغطاء المقدس/ أرقاما قياسية في المكتبات الاسبانية والعالمية ودائما اعتمادا على توظيف غرائب التاريخ وأسرار الدين . / انتهى / 1333 ت م