ربما لم تحظ رواية بالشهرة كما حظيت رواية الإسباني ميغل دي ثربانتس - دون كيخوته ( طواحين الهواء ) في تاريخ الأدب. فهذه الرواية التي كانت أول رواية في التاريخ تعد من أكثر الروايات مبيعا في التاريخ، و حضورا فنيا وجماهيرا ونقديا. فعدد الدراسات التي كتبت عن « دون كيخوته » يوازي عدد الكتب في مكتبة من الحجم الكبير. ينافسها في هذا الأمر كتاب « ألف ليلة وليلة » وأيضا « كليلة ودمنة » في التاريخ العربي المشرقي. ولكن دون كيخوته، كان الرواية الأولى في التاريخ وهذا من الأسباب التي جعلت هذا الكتاب حاضرا بقوة في المخيلة الجماعية للقراء في جميع أنحاء العالم حيث ترجم هذا الكتاب الى معظم اللغات المعروفة على وجه الأرض. المعرض الذي يقام في بهو مسرح مونو في الجامعة اليسوعية في بيروت، يشارك في نشر هذه الرواية وكاتبها في الشرق الأوسط، حيث تعتبر رواية دون كيخوته أكثر الروايات عالمية على مر جميع العصور وتكمن أهميتها في كونها أول رواية معاصرة. إذ يتمكن ثربانتس بروايته من تجديد الفن الروائي بابتعاده كليا عن الأدب السابق له سواء على مستوى الشكل أو المضمون. حيث لم يقتصر التجديد فقط على التقنيات الروائية التي استخدمها هذا الكاتب. من دور الراوي، الأزمنة المختلفة، ثراء المفردات، واستخدام مستويات لغوية مختلفة. وإنما شخصيات العمل والقصة تعد في حد ذاتها ثروة في عالم الرواية. المعرض يضيء على حياة الكاتب وعلى الرواية معاً وسوياً. وذلك من خلال وضع نسخ نادرة وقديمة من الرواية إضافة الى ملصقات باللوحات التي رسمت من أجل الأغلفة التي تميزت عبر العصور، ومنها لوحة غلاف للفنان العالمي سلفادور دالي. والأفلام السينمائية التي اقتبست عن الرواية ومنها فيلم المخرج العالمي فلاديمير نابوكوف. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحتفل المركز الثقافي الإسباني بهذه المناسبة هذا العام. فقد سبق أن احتفل المركز بهذه المناسبة في بداية العام الحالي في قاعة المركز في وسط بيروت. ولكن المعرض الحالي كان أكبر من الذي سبقه بكثير. ويحتفل المركز الثقافي الإسباني كل عام بهذه المناسبة إذ يحمل المركز اسم عائلة الكاتب ( ثربانتس ) وهو معني بنشر الثقافة الإسبانية في كافة أنحاء العالم. حيث تعتبر اللغة الإسبانية الأولى في العالم من ناحية الانتشار، تليها الإنكليزية والفرنسية والألمانية.