أثرت قناديل البحر التي غزت الشواطئ الاسبانية على النشاط السياحي في هذا البلد الأوروبي خلال الموسم الذي أوشك على نهايته. وغزت قناديل البحر الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط بسبب ارتفاع حرارة مياه البحر وبحثها عن الأكل، ورغم أنها ليست سامة فلسعاتها تترك أثارا شبيهة بالحروق على جسم المصطافين تتطلب علاجا لمدة أيام وتترك أثارا بالكاد تنمحي لسنوات. وتعرض أكثر من عشرين ألف مصطاف في الشواطئ المتوسطية الاسبانية للسعات قناديل البحر خلال الموسم الجاري، واضطرت السلطات هذه الأيام الى إغلاق عشرات الشواطئ في أقاليم الأندلس ومورسيا وأليكانتي وكاتالونيا ومنع الناس من النزول الى الماء. وترتب عن هذا تأثر النشاط السياحي في المنطقة مما حدى بالسياح الى مغادرة اسبانيا أو البحث عن الشواطئ الأطلسية الخالية من هذا النوع من الكائنات الحية0 ويؤكد صاحب فندق أن السياح الذين اتصلوا به لا يسألون عن جودة الخدمات بل هل الشاطئ المقابل للفندق خال من قناديل البحر. وتفاديا لهروب السياح، تعاقدت بلديات المدن والبلدات السياحية مع قوارب مختصة في اصطياد قناديل البحر، وفي منطقة مالقا وحدها جرى اصطياد وقتل أكثر من 15 طن من قناديل البحر في ظرف أسبوع واحد غير أن عددها لا ينتهي وخلال الثلاثة أيام الأخيرة تضاعفت بشكل ملفت للنظر. وما تعيشه سواحل اسبانيا تشهده كذلك جميع شواطئ غرب البحر الأبيض المتوسط، وصدرت دراسة عن مجمع البيئيين ينسب هذه الظاهرة الى الاستغلال البشع لسمك التون والسلاحف التي تأكل قناديل البحر، وكذلك اقتراب هذه الأخيرة من الشواطئ بسبب تقلبات الجو وبسبب ما تلقيه بعض المعامل من بقايا الصناعة الغذائية. / انتهى / 1457 ت م