تزامن مرور شهر كامل على القمة الوزارية الأوروأفريقية حول الهجرة والتنمية التي احتضنتها مدينة الرباط والتي حاولت أن تضع حدا للهجرة السرية مع مأساة موت 28 مهاجرا في المياه الموريتانية أمس خلال توجههم الى جزر الخالدات الاسبانية مما يعني تفاقم هذه الظاهرة بدل تراجعها. القمة الأوروأفريقية جاءت بدعوة من اسبانيا والمغرب وفرنسا لمواجهة ظاهرة الهجرة السرية التي تحولت الى أكبر مشاكل بداية القرن 21، واجتمعت أكثر من 60 دولة وعشرة منظمات دولية مرتبطة بالأمم المتحدة وانتهت بتوصيات كلها عزم على التقليص من هذه الظاهرة. وبعد مرور شهر كانت النتائج مخيفة للغاية، لم يحصل فقط، وفق المراقبين تراجع هذه الظاهرة بل ارتفعت بشل كبير مخلفة ضحايا أكثر من الماضي، فخلال شهر واحد خلف الخط البحري الرئيسي للهجرة من افريقيا الغربية نحو جزر الخالدات الاسبانية غرق أكثر من 80 شخصا آخرهم 28 أمس في مياه موريتانيا في حين غرق في الحط البحري الثاني للهجرة من ليبيا نحو إيطاليا أكثر من 50 شخصا. وأوقفت دوريات الدول الأوروبية خلال هذا الشهر أكثر من خمسة آلاف مهاجر سري في الخطين البحريين المذكورين وكتبت // آسيني برس // أن / الاجراءات الأمنية التي راهنت عليها الدول الأوروبية عادت ضدها فالظاهرة ارتفعت وكل المعطيات تشير الى أن مكافحتها أمنيا مشروع فاشل / وصرحت نائبة رئيسة الحكومة الاسبانية تريسا دي لفيغا أنه / من الصعب جدا القضاء على الهجرة في المدى المتوسط /. ويجمع المراقبون أنه جرت أكثر من مائة قمة ثنائية ومتعددة الأطراف خلال العشر سنوات الأخيرة وكلها انتهت بتخصيص ميزانيات ضخمة للإجراءات الأمنية ولكنها لم تخصص أي ميزانية مهمة للتنمية ولهذا فالحديث عن ربط مكافحة الهجرة عبر التنمية شعار ليس إلا. ويسود الاعتقاد أن الهجرة سترتفع خاصة في ظل انتشار فكرة لدى الشباب الأفارقة مفادها أن الأوروبيين وراء تخلف القارة الافريقية من خلال الاستعمار والآن عليهم استقبال ضحايا الاستعمار في عقر دارهم. // انتهى // 1400 ت م