اختتمت الدورة الثامنة عشرة للمجمع الفقهي الاسلامي برابطة العالم الاسلامي أعمالها يوم امس الثلاثاء بمقر الامانة العامة بالرابطة بمكة المكرمة حيث اصدرت عددا من القرارات والتوصيات حيال ما ناقشته من موضوعات طرحت خلال الدورة 0 وقد استعرض مجلس المجمع الفقهي في دورته ما تجرأت عليه صحيفة / يولاندس بوستن / الدنماركية وتناقلته عنها بعض الصحف الأوربية والعالمية الأخرى متجنية في تصوير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بصورة مزرية ومهينة ورسم هيئات / كاريكاتورية / ساخرة وتعليقات مسيئة قاصدة من وراء ذلك النيل من قدر نبي الإسلام ورسول الهدى والرحمة المهداة والنعمة المسداة المبعوث للبشرية جمعاء خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم يدفعهم إلى ذلك الحقد الدفين على هذا الدين العظيم محاولين أن ينقصوا من قدر نبيه وأن يشوهوا من سامي تعاليمه حيث عبر عن بالغ استيائه واسفه لما حدث مما أدى إلى إثارة غضب المسلمين وجرح مشاعرهم في مختلف أنحاء المعمورة والإساءة البالغة لهم في الاعتداء على من يفدونه بأنفسهم وأموالهم معتدين بذلك على الحرمات الدينية ومتجاهلين المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية التي تحرم مثل هذا العمل المشين وترفضه أشد الرفض . واستنكر المجمع هذا التجاوز الممقوت والتجني المسف الذي قصد به الإساءة إلى رسول البشرية عليه الصلاة والسلام وإلى دينه القويم وادان ذلك أشد الإدانة وطالب من قاموا به وساعدوا على نشره وتضامنوا مع فاعليه وفجَّروا بذلك أزمة كبيرة بين بلادهم والعالم الإسلامي أن يعلنوا تراجعهم عما أقدموا عليه ويعتذروا للأمة الإسلامية عن قبيح صنيعهم وطالب مختلف الأفراد والجماعات والشعوب والمؤسسات والمحافل والمنتديات والحكومات في العالم أن يقفوا صفاً واحداً لتحمل مسؤولياتهم كل بحسب قدرته وموقعه لردع هذا التطاول وأمثاله والأخذ على يد فاعله . كما اكد المجمع ان هذا النوع من الإساءة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام هو جزء من الحملة الشرسة المنظمة التي يشنها الأعداء على ديننا فينبغي أن تتيقظ لها الأمة وأن تتخذ كل سبل الوقاية منها وأن تتضافر في ذلك الجهود 0 وحث المجلس الدعاة والعلماء على بذل قصارى جهدهم لتبصير المؤمنين بمخاطر هذه الهجمة الشرسة وأن تستنفر الأمة جميع طاقاتها وتستخدم وسائل الضغط الممكنة من قبل الحكومات والشعوب كل بحسبه لزجر المسيئين وردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدساتها والنيل منها . كما اكد في هذا الإطار انه لابد من العمل على استصدار ميثاق دولي يجرم الإساءة إلى رسل الله وأنبيائه سبحانه ويضع من الإجراءات ما يصون حرماتهم ويعاقب كل من يتجنى ويتطاول عليهم وإن حرية التعبير يجب أن لا تسمح بالإساءة للآخرين والاعتداء عليهم . وقد اكد المجمع أن أساليب الضغط التي ينشدها والطرق التي يرغب سلوكها ينبغي أن تكون مضبوطة كلها بضوابط الشرع الحنيف وبأخلاقيات هذا الدين القويم . واشاد بالأفراد والجماعات والهيئات والمحافل والمنتديات والشعوب والحكومات على ما أظهروه من غيرة في بياناتهم وجهودهم المختلفة نصرة لله ورسوله ويثني على جهود رابطة العالم الإسلامي فيما صدر عنها من بيانات ومن أعمال تجاه هذا الحادث الجلل ويؤكد على ذلك كله ويدعوها لتنسيق الجهود الإسلامية في ذلك وإجراء الاتصالات اللازمة مع مختلف الجهات0 واشاد بالدول والحكومات والمنظمات والمؤسسات من مختلف دول العالم الذين وقفوا مع الأمة الإسلامية في هذه القضية واستنكروا هذا العمل المشين . وسأل الله العلي القدير أن يكشف الغمة عن هذه الأمة وأن ينصرها على أعدائها ويهيئ لها من أمرها رشداً . // يتبع // 1747 ت م