تصاعد الجدل بين مختلف القوى السياسية والهيئات والدوائر الاتحادية وفى داخل كل دولة أوروبية بشان اشكالية التعامل مع أزمة الرسوم الدانماركية المشينة وتداعياتها الداخلية والخارجية0 وبدأ البرلمان الاوروبى وهو أعلى سلطة تشريعية فى الاتحاد الاوروبى ويمثل النفوذ الاخلاقى لمجموعة بروكسل نقاشا عاما بشأن سبل تجاوز هذه الاشكالية ووضع حد لما ولدته من موقف صعب بالنسبة للاوروبيين فى علاقاتهم الخارجية تحديدا وعلى صعيد التعامل مع تعايش مختلف مكونات المجتمعات الاوروبية 0 وتندرج مبادرة البرلمان الاوروبى والذى قرر الاستماع الى موقف المفوضية الاوروبية والمجلس الاوروبى والرئاسة الدورية الاوروبية ضمن سلسلة من التحركات الحالية التى يقوم بها المسؤولون الاوروبيون فى تعاملهم مع تفاعلات الرسوم الدانماركية المشينة0 وفيما يسعى معظم السياسيون الاوروبيون حاليا عبر اجراء عدة اتصالات مباشرة مع الفعاليات الاسلامية والعربية المختلفة لتفادى تسجيل اعتداءات جديدة على مقدسات المسلمين فى المستقبل فان بعض الاوساط والمسئولين الاوروبيين وعلى مختلف المستويات أيضا يسعون الى تأجيج التصادم الحضارى وصب الزيت على النار ورفض القبول بمبدأ المساواة فى التعامل بين الديانات المختلفة داخل أوروبا نفسها0 وفيما ينهى منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافير سولانا مهمة فى المنطقة وبتكليف من الرئاسة الدورية النمساوية وعدد من الجهات الاوروبية لاحتواء الازمة فان مسؤولين اخرين ابدوا مواقف متشددة فى نفس الوقت وذهبت أحيانا الى درجة الاستفزاز00ففى بروكسل أدلى رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه باروزو والذى خرج عن سكوته بعد صمت طويل بحديث الى صحيفة /ايلانز بوست/ الدانماركية أعلن فيه عن تأييده التام لهذه الصحيفة التى كانت الاولى وراء نشر الرسوم المشينة للاسلام00وبرر باروزو موقفه بأنه يندرج ضمن الاقرار بان مبدا حرية التعبير لا يعرف القيود0 وأعلن باروزو تأييده لحكومة الدانمارك التى رفضت حتى الان تقديم أى اعتذار للمسلمين أو التعهد بعدم تكرار ما حصل0 أما فى ايطاليا فان حملة الاستفزازات بلغت هى الاخرى ذروتها بان اعلن أحد وزراء الائتلاف الحاكم فى روما وهو الوزير روبرتو كالدورولى عن طبع قمصان تحمل الرسوم المشينة والمثيرة للجدل وتوزيعها فى مبادرة تحدى جديدة لمشعر الجاليات الاسلامية فى اوروبا ودون ان تثير هذه المبادرة أى ردة فعل أوربية0 // يتبع // 1445 ت م