أكدت الصحف المصرية اليوم انه بالرغم من كل الضجة التى تشهدها العواصمالغربية بعد الفوز الكاسح لحركة حماس فى الانتخابات الفلسطينية فهناك حقيقة باتت واضحة وهى ان الشعب الفلسطينى بما اظهره من نضج ووعى سياسى اتاح اجراء انتخابات نزيهة ونظيفة اكد حقه فى ان تكون له دولته المستقلة مشيرة الى ان هذه الدول الغربية ظلت تردد دائما ان اسرائيل هى الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الاوسط وان الفلسطينيين لايستحقون اقامة دولة مستقلة لهم لانهم يفتقدون الديمقراطية ونزاهة الحكم0 واشارت الصحف الى ان ادارة بوش ملات الدنيا ضجيجا خلال السنوات الماضية عن غياب الديمقراطية والفساد فى السلطة الفلسطينية باعتبارهما العقبة التى تحول دون تحقيق تعهد بوش باقامة دولة فلسطينية مستقلة موضحة ان حركة حماس بدأت بالفعل اتصالات داخلية على كل المستويات لتأمين الانتقال الى مقاعد السلطة وتجاوز اختبار بالغ الصعوبة لاول حركة اسلامية بالعالم العربى تجد نفسها فجأة وقد تحولت الى موقع المسئولية فى ظل حقيقة معروفة تماما تقول ان المعارضة اسهل كثيرا من الحكم0 ورأت الصحف ان الخيار الاول امام حماس هو اللجؤ الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم مختلف الاطياف السياسية على اساس اختيار وزراء من تيارات مختلفة ممن يعرفون بوزراء التكنوقراط لادارة شئون السلطة وتسيير امورها اليومية اما المناصب السيادية فستبقى الحركة ممسكة بخيوطها بشكل شديد الاحكام0 ولفتت الصحف الى ان الدول العربية مطالبة بالوقوف الى جانب الفلسطينيين ومساندتهم فى هذه المرحلة الحرجة التى تمثل مفترق الطرق بالنسبة لهم مبينة انه اذا كان اليمين الاسرائيلى هو الذى عقد اول معاهدة سلام مع دولة عربية وكانت مصر فان حركة حماس التى تمثل اليمين الفلسطينى يمكن ان تحقق الانجاز ذاته ورغم القلق الذى يساور الكثيرين بشأن مستقبل عملية السلام فان التصريحات الصادرة عن مختلف الاطراف بمافى ذلك حركة حماس والحكومة الاسرائيلية والامريكية عن شروط لفتح قنوات الاتصال مع بعضها تشكل ضؤا فى نهاية النفق0 واكدت الصحف على ان فوز حماس بالانتخابات الفلسطينية لم يكن مستغربا لان الشارع الفلسطينى افتقد بشدة لخطاب ملتزم وبرامج محددة بسبب ضعف اداء حركة فتح التى تعرضت لاضعاف وضغ مستمر من قبل اسرائيل لتنجح حماس فى توظيف ذلك من اجل صعود نجمها فى الشارع الفلسطينى وهو ماتحقق0 وفى الوقت ذاته شددت الصحف المصرية على ان دول الاتحاد الاوروبى تخطئ اذا تبعت الخطى الاسرائيلية والامريكية فى قطع المساعدات عن الفلسطينيين والتهديد باجراءات اخرى عقابية لاختيارهم ممثلى حماس اغلبية فى المجلس التشريعى0 وقالت الصحف لقد اكتسبت اوروبا مكانة متميزة لدى شعوب الشرق الاوسط رغم ميراث ثقيل تخلف من عهود الاستعمار ولكن محاولة اوروبا التكتل والوحدة يواجه الهيمنة الامريكية على العالم دفعت شعوب الشرق الاوسط الى التعديل كثيرا على الموقف الاوروبى مثلما ظهر جليا فى الاحداث السابقة واللاحقة للغزو الامريكى للعراق ولكن هذا الموقف سرعان ما انتكس فى التحضير الحالى لضرب سوريا ثم معاقبة الفلسطينين وتوجيه الانذارات لهم على النحو المؤسف الذى عبرت عنه مستشار المانياالجديدة ميركل خلال زيارتها لاسرائيل0 وقالت الصحف ان اوروبا تخاطر بمصالحها الحيوية فى الشرق الاوسط فهى لاتحميها الا بالمواقف العادلة والنبيلة اما الرضوخ للمشيئة الامريكية والاسرائيلية فهو يعنى بالتأكيد ان المصالح الاوروبية اصبحت بلاحماية0 // انتهى // 1014 ت م