بدأ المزارعون في منطقة عسير أعمال الفلاحة وحرث المزارع استعدادا لموسم الأمطار الذي يبدأ خلال شهري مارس وأبريل من كل عام متوافقا مع فصلي الربيع والصيف ، حيث تصل كمية الأمطار إلى معدل 500 مل سنويا . وعرفت المنطقة منذ القِدم بموسمين للزراعة حيث كانت تهيئ المزارع بالحرث وتجهيز المسايل لاستقبال الأمطار لسقي المزارع إلى جانب الاعتماد على الآبار الزراعية . وفي أوقات معينة من السنة تعرف بمنازل الزرع يقوم المزارعون ببذر الحبوب التي يغلب عليها القمح والشعير والبرُ ، إضافة إلى زراعة الخضروات الموسمية مثل الجرجير الخس البصل والفجل . كذلك تزرع شتلات الفواكه مثل الرمان والعنب والبرتقال والليمون ، واشتهرت مؤخرا كذلك زراعة الفراولة التي أصبحت من أشهر فواكه الصيف إلى جانب فاكهة المشمش . وكانت الثيران الوسيلة الأبرز في موسم الزراعة والحصاد، ففي مرحلة الحرث يستخدم ثوران يربطان بأداة خشبية تسمى " المضمد" الذي يوضع على رقبتي الثورين ، ويرتبط بخشبية أخرى تسمى " الجهاز" الذي يتكون من عمود خشبي طويل يرتبط به المحراث الحديدي ويتم التحكم به عن طريق خشبية أخرى مثبتة فوق الجهاز والمحراث ويطلق عليها " اللومة"، ثم يقف المزارع فوق المحراث ويتحكم بمسار واتجاه وعمق المحراث من خلال توجيه الثورين ، وقد يرافقه شخص آخر لبذر الحبوب بطريقة دقيقة ومنظمة وفق المساحات المطلوبة. وفي عصرنا الحاضر تقلص كثيرا استخدام الثيران في جميع مراحل الزراعة حيث استبدلت بالحراثة الزراعية والحصادات الحديثة .