رغم انتشار المعدات الزراعية الحديثة، إلا أن بعض المسنين في منطقة عسير يتوقون إلى طريقة الحرث القديمة من خلال المحراث الذي يجره الثور. وكانت وسائل الزراعة في عسير خلال الفترة السابقة بسيطة جدا، تتكون من الغرب وحباله، هو الذي ينقل الماء من البئر بواسطة الثور إلى الزرع، والمحراث والسحب والمحش، وللبعير أهمية لنقل الأثقال من الزروع أو من قرية لقرية، وكذلك الحمير والبقر للحرث، ولتموين البيت باللبن والزبد والسمن. وفي محاضرة له بعنوان «ملامح من الثقافة التقليدية في عسير» تحدث الأديب علي مغاوي عن الفلاحة التقليدية في عسير، مستعرضا صوراً وفيلماً وثائقياً عن العم يحيى آل بيبان الذي مازال يحرث الأرض بالطريقة التقليدية على الثيران، وأوضح مغاوي أن هناك نوعين من أنواع الفلاحة هما العثري وهو ما يزرع على ماء المطر، والسُّقا وهو ما يسقى من الآبار والأودية، مؤكداً على خبرة الأهالي قديما بالمنازل ومواقيت الأمطار ومواسم الحرث بدقة كاملة، وذكر قصة متوارثة مشهورة عن رجل خبير مرّ برجل يحرث قبل طلوع الشمس فقال له لا تكمل حتى تطلع الشمس، وضع علامة تفصل ما بين ما بذرته قبل طلوع الشمس وبعد طلوعها، فأثمر ما بذره بعد الطلوع ولم يثمر ما بذره قبل الشروق. وأشار إلى أنواع المحاريث وأجزائها وآلات الزراعة والحصاد مثل (اللوما والجهاز، والمضمد، والمقارن والخناق، والمحر، والمدوسة، والمخباط أو الحنية). أما أهازيج الفلاح فقد كانت تعبر عن لجوئه إلى الله مثل: