استعرض رؤساء تحرير عدد من الصحف العربية واقع الإعلام العربي والمشكلات التي يعاني منها في ظل التحديات المتزايدة وتطور وسائل الإعلام والاتصال، وقدموا رؤية شاملة لتجاوز الأزمات المحيطة بالعمل الصحفي والإعلامي، وذلك خلال جلسة "مستقبل الإعلام العربي.. أين البوصلة؟" التي أقيمت ضمن فعاليات المنتدى السعودي للإعلام وأدارها الإعلامي ومقدم البرامج عمار تقي. وذكر رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي، أن الإعلام العربي مر بكافة المراحل والتحديات خلال العقدين الماضيين وما تبعها من ظهور مواقع ومنتديات ومدونات ومنصات، مؤكداً أن إعلامنا العربي تجاوز هذه الصعوبات واستعاد قوته. وقال " إن الإعلام التقليدي لم ولن يموت، لأنه أعاد وضع نفسه في المشهد مرة أخرى، وتمكن من بناء منصات جديدة وتقديم محتوى متميز وفق الثالوث المهني الذي يشمل الأسبقية والمصداقية والموثوقية" . فيما أشار رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي جمال الكشكي إلى أن الإعلام مر بثلاث ضربات متتالية تمثلت في الربيع العربي وما سببه من سيولة إعلامية غير محكومة، وجائحة كورونا التي أثرت على الاستمرارية، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها على الخريطة العالمية. ولفت إلى أن الأحداث التي شهدها العقد الماضي تمكنت من تغيير ملامح ومضمون الإعلام العربي، كما وضعت تحديات تسببت في تداخل المهنية مع حالة السيولة، ما أفضى إلى عاهة في الصناعة الإعلامية، داعياً إلى تقديم الإعلام العربي بصيغة المستقبل. بدوره، أوضح رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الأستاذ غسان شربل أن الإعلام العربي جزء من الواقع العربي تقع على عاتقه نفس المهام المطروحة على المجتمع، مشيراً إلى أن فترات الخمول التي شهدها قصيرة وغير مؤثرة في مسيرة طويلة. وأكد أن التكنولوجيا نعمة لا نقمة؛ لأنها نقلت الصحفيين والكتاب إلى نقطة كان يصعب الوصول إليها، مبينا أنه رغم ما شهدته الفترة من 2013 وحتى 2023 من تراجع في متابعة التلفزيون والإذاعة والصحف الورقية؛ إلا أنها شهدت كذلك ارتفاعاً في متابعة المواقع الالكترونية ذات الموثوقية الإعلامية. من جانبها، دعت رئيسة تحرير صحيفة النهار اللبنانية الأستاذة نايلة تويني، إلى تربية جيل إعلامي تقني والالتحاق بالعالم الجديد، موضحة أن الصحف الورقية بدأت في التلاشي بسبب قوة المنافسة وحدتها، وبعض ما تبقى منها وحافظت على استمراريتها تراجعت أرقام توزيعها.