أعادت فعالية "تجربة ركوب الإبل" زوار مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل إلى زمن الأجداد وإرثهم الذي كان من أبرز سماته اعتمادهم على الإبل وسيلة للنقل والترحال نظير تكيفها مع البيئة الصحراوية. وباتت الفعالية مقصدًا لزوار المهرجان من مختلف الأعمار، وتم تجهيز الرحول (الناقة المخصصة للركوب) بأدوات ومقاعد الركوب والتي يطلق عليها "الشداد والخرج". ويقدم القائمون على الفعالية، شرحاً للزوار عن كيفية ركوب الإبل والأدوات المستخدمة في الركوب وفي زينة الإبل، وكيفية السيطرة على الناقة أثناء السير باستخدام "الخطام"، وطريقة توجيه الأوامر أثناء سيرها والتوقف والنزول من فوق الناقة. فارس عجب الدوسري في العاشرة من عمره، يجلس فوق شداد الناقة مستمتعًا بتجربة ركوب الناقة، وتعلو وجهه ابتسامة عريضة، ممتزجة مع مشاعر الفرح الطفولي، فيما أكد والده أن التجربة رائعة وتعرّف الأبناء بعمق العلاقة بين الإنسان والإبل في وقت مضى، وكيف كان الإنسان يعتمد على الإبل في كل تنقلاته تقريبًا. من جهتها، وصفت الفتاة ذات الثلاثين من عمرها مريم الحسن، التجربة بأنها جميلة وغريبة في الوقت ذاته، فيما كانت بعض الفتيات يلتقطن لها صوراً تذكارية. وحرصت إدارة المهرجان على توفير فعاليات متنوعة مناسبة لجميع أفراد الأسرة، بهدف تعزيز الموروث الثقافي السعودي الأصيل، والوعي بأهميته وقيمته الوطنية ونقله إلى الأجيال القادمة. ويعد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي تقام فعالياته بالصياهد تحت شعار "همة طويق" الأكبر من نوعه عالمياً لجهة عدد المشاركين والجوائز، ويشهد مشاركات خليجية عربية وعالمية وحقق أرقاماً قياسية، عمل خلاله نادي الإبل بكل إمكاناته من أجل خدمة الإبل ومُلّاكها وكذلك محبي ذلك الموروث الشعبي بشكل يرضي طموحات الجميع.