اختتمت اليوم في مدينة ليون الفرنسية فعاليات ورشة "العلاقة التكاملية بين الأجهزة المرورية والرسمية ذات العلاقة بالعمل المروري" التي نظمتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالتعاون مع المدرسة الوطنية العليا للشرطة بجمهورية فرنسا، خلال الفترة من الخامس وحتى السادس من ديسمبر الجاري، بمشاركة متخصصين من وزارات النقل، وإدارات المرور، والهلال الأحمر، والبلديات من الدول العربية. وأكد وكيل جامعة نايف العربية للعلاقات الخارجية خالد بن عبدالعزيز الحرفش أن الجامعة بوصفها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب والجهة الموكل إليها تنفيذ الشق العلمي من الإستراتيجيات والخطط الأمنية العربية في مختلف مجالات الأمن وفي إطار جهودها لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل فإنها تعمل على نقل أفضل الممارسات والخبرات في تخصصات الأمن للدول العربية، مستفيدة في ذلك من علاقاتها الدولية الواسعة ومنظومة شراكاتها العالمية، بما يعزز التعاون الأمني العربي الدولي، موضحًا أن علاقات جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مع الأجهزة الأمنية والعدلية والأكاديمية الفرنسية نموذجاً يحتذى في علاقات الجامعة الدولية حيث بدأت هذه العلاقات قبل 40 عامًا، وتطور هذا التعاون إلى شراكة إستراتيجية مع وزارتي الداخلية والعدل الفرنسية أثمرت عن تنظيم برامج علمية مختلفة داخل دولة المقر وفي فرنسا حول مختلف القضايا الأمنية مثار الاهتمام الدولي، وقد أسهم هذا التعاون العلمي الأمني في استفادة المئات من المشاركين والمتخصصين العرب من أفضل الممارسات و التجارب الأمنية الفرنسية والتي تعد من أكثر التجارب ثراءً على المستوى الدولي. وأضاف أن الجامعة ترتبط بمذكرات تفاهم مشترك مع العديد من الجامعات والمراكز العلمية الفرنسية منها: إدارة التعاون الدولي بوزارة الداخلية الفرنسية، وجامعة ليون، وجامعة ليل، وجامعة السوربون وجامعة تاليس، والمعهد العلمي لدراسات الأمن، ومعهد الدراسات والأبحاث الفرنسية، والمعهد الوطني للدراسات العليا للأمن والعدالة، والمعهد الدولي لأبحاث مكافحة الأدوية المقلدة في باريس، والمعهد الوطني الفرنسي للملكية الصناعية وغيرها من المؤسسات الأمنية والأكاديمية. وأشار إلى أن الحوادث المرورية تعد من أهم القضايا التي تؤرق المسؤولين في المجتمعات الإنسانية لما لها من تأثير سلبي على التنمية المستدامة ولصلتها المباشرة بأمن وسلامة المجتمعات، وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية نُشر في يونيو 2022م، فإن الحوادث المرورية تتسبب بمقتل نحو 1.3 مليون شخص سنويًا، ويتعرض بين 20 و50 مليون شخص آخر لإصابات غير مميتة لكن بعضها تسبب عجزًا لأصحابها، والذي يتسبب بدوره بخسائر اجتماعية واقتصادية للأفراد والأُسر والبلدان، حيث إن حوادث المرور تكلّف معظم البلدان نسبة قدرها 3% من ناتجها المحلي الإجمالي. وانطلاقًا من ذلك فقد أسست جامعة نايف العربية في مطلع عام 2021م مركز السلامة المرورية على الطرق لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال بحوث السلامة المرورية، والإسهام في خفض معدلات الخسائر البشرية والاقتصادية لحوادث المرور، وإعداد وتطوير وتنفيذ حزمة من البرامج التدريبية لتأهيل وتطوير قدرات العاملين في قطاع المرور والجهات ذات العلاقة بالدول العربية بالإضافة إلى تحسين سلوكيات مستخدمي الطرق. يشار إلى أن الورشة هدفت إلى التعرف على التجارب العالمية في مجال التنسيق بين الأجهزة المعنية بالسلامة المرورية، وتعزيز قدرات المشاركين وتزويدهم بالمهارات اللازمة بآليات التنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية بتحقيق السلامة المرورية على الطرق، وناقشت على مدى يومين العديد من أورق العمل التي تسلط الضوء على التحديات التنسيقية التي تواجه الأجهزة المرورية والأمنية المختلفة، وإدارة الأزمات المرورية والحد من الآثار السلبية الناجمة عنها على انسياب حركة المرور، كما بحثت آفاق التعاون والتنسيق بين الأجهزة المرورية والأجهزة الأخرى من واقع التجربة الفرنسية والأوربية، ودور طب الطوارئ القضائي في الحد من الوفيات الناتجة عن حوادث السير.