برعاية صاحبِ السموِّ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، تحتفي وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث خلال الفترة من 1 - 2 ديسمبر الجاري، بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى المملكة، والهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وبالتعاون مع الأفالولا الفرنسية (AFALULA)، بمناسبة مرور عشرين عاماً على التعاون السعودي الفرنسي في مجال التنقيبات والمسوحات الأثرية. وأكد سموُّ وزير الثقافة أن التعاون الأثري مع الجمهورية الفرنسية يأتي امتداداً للعلاقة الثقافية طويلة الأمد بين البلدين المبنية على الالتزام المتبادل بالحفاظ على التاريخ وتبادل الخبرات، مشيراً إلى أن المشاريع الأثرية في المملكة ساعدت في تسليط الضوء على حضارات المملكة وتاريخها الممتد لعدة قرون، مبيناً أنهم قدموا الفرصة للفرق الأثرية الفرنسية لتوسيع نطاق خبراتها بالعمل في مواقع مميزة وفريدة من نوعها. ولفت سموُّه إلى أن الاحتفال بمرور 20 عاماً على التعاون السعودي الفرنسي في مجال التنقيبات والمسوحات الأثرية يعكس الإنجازات الأثرية بين البلدين في المشاريع الميدانية والبعثات والمبادرات البحثية، متطلعاً إلى مزيد من الفرص المستقبلية لتعزيز العلاقة الثقافية، وتعزيز التبادل الثقافي وإثراء التعاون المشترك بين البلدين. وبدوره أوضح سفير جمهورية فرنسا لدى المملكة لودوفيك بويّ، أن التعاون بدأ رسمياً عام 2002م، مع أول بعثة فرنسية سعودية بقيادة عالمة الآثار الفرنسية الدكتورة ليلى نعمي في مدينة الحجر التاريخية بالعُلا، إلا أنّ هذا التعاون التاريخي يعود إلى بداية القرن العشرين برحلات علماء الآثار الفرنسيين إلى المملكة، وهناك 16 بعثة أثرية سعودية فرنسية حتى الآن لاستكشاف فترات تاريخية مختلفة في المملكة، من العصر الحجري الحديث في خيبر والبدع إلى علم الآثار المعاصر في بلدة العُلا القديمة، مستطرداً أن العديد من الشراكات الإستراتيجية كالاتفاقية الحكومية الدولية لتطوير العُلا الموقَّعة في عام 2018م مع فرنسا كواحدة من أوائل شركاء المملكة في هذا المجال، متطلعاً إلى تعزيز هذا التعاون الاستثنائي بين البلدين في مجال الآثار والتراث. وتضمن الاحتفال، تنظيم ندوة علمية أقيمت - اليوم - في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، وسط حضور جمع من علماء الآثار السعوديين والفرنسيين. واستعرضت الندوة أبرز النتائج العلمية الناتجة عن التعاون بين الجانبين السعودي والفرنسي في الأعمال الميدانية (المسح والتنقيب) لعددٍ من المواقع الأثرية في المملكة، الذي بدأ في مدينة الحجر التاريخية في محافظة العُلا عام 2002م. كما تحتضن الاحتفالية معرضاً فنياً يوثّق هذا التعاون، مُدعماً بصور من أبرز المكتشفات الأثرية، إضافةً إلى تنظيم رحلة ميدانية غداً، لزيارة عدد من المواقع الأثرية في محافظة العُلا. وتهدف وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث من هذه الاحتفالية إلى إطلاع المختصين والمهتمين بمجال الآثار في المملكة على المشاريع الأثرية الميدانية التي نفذتها الهيئة مع الجانب الفرنسي، ومناقشة نتائج هذه الأعمال، مع ما يتضمنه ذلك من رصد وتوثيق للعمل الأثري بالمملكة، وإبراز للجهود المبذولة في خدمته.