صدر مؤخراً عن قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، العدد السابع والعشرون من حولية الآثار العربية السعودية "أطلال"، المجلة السنوية المتخصصة التي تعنى بالدراسات الأثرية، والمسوحات، ونتائج الحفريات والتنقيبات الأثرية التي يجريها قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة، حيث تهدف الهيئة من هذه الإصدارات إلى دعم الجهود العلمية في مجال الآثار والاهتمام بها، ونشر ثقافة الآثار والمتاحف في المملكة. من جانبه بين مدير عام مركز الأبحاث والدراسات الأثرية بقطاع الآثار الدكتور عبد الله بن علي الزهراني، أن هذا العدد جاء حافلاً بالموضوعات الأثرية، وبما حواه من نتائج لحفريات أثرية قامت بها الهيئة في العديد من المناطق، إضافة إلى الدراسات والتقارير العلمية, موضحاً أن العدد احتوى على قسمين رئيسيين، اشتمل القسم الأول على نتائج أعمال التنقيب الميداني في موقعي دادان (الخريبة)، والمابيات (قرح) في العلا، وذلك بالتعاون مع جامعة الملك سعود، وتقرير عن أعمال المشروع السعودي الألماني المشترك للتنقيب في موقع تيماء بالتعاون مع المعهد الألماني للآثار، وتقرير عن نتائج حفرية إنقاذية تمت في تلّين أثريين في حي النسيم بمحافظة تيماء، واختتم العدد قسمه الأول بتقرير عن حفرية موقع الأخدود بمنطقة نجران للموسم الثامن. وأوضح الزهراني أن القسم الثاني من العدد احتوى على مجموعة متميزة من التقارير العلمية للمسح الأثري، يتصدرها نتائج أعمال المسح في صحاري النفود القديمة الذي أجراه فريق مشروع الصحاري القديمة المكون من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وجامعة الملك سعود، وجامعة أكسفورد البريطانية، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، إضافة إلى تقرير أولي عن العمل الميداني في جنوب غرب المملكة (جزر فرسان)، وتقرير أخر عن مسح الآثار الغارقة في جزر فرسان، وهي مهمة مشتركة مع المركز اليوناني للأبحاث البحرية على متن السفينة اليونانية "RV AEGAEO"، واختتم القسم الثاني بنتائج مشروع البحث السعودي البلجيكي الأثري في محافظة الغاط للموسمين الأول والثاني. وأضاف: "إن استمرار الأعمال الأثرية، وتسجيل العديد من النتائج المثمرة والاكتشافات الجديدة التي تُطلعنا عليها هذه التقارير العلمية تؤكد أن المملكة تحتضن إرثاً حضارياً عريقاً من العصور الحجرية، مرورًا بالممالك العربية قبل الإسلام، وقد توَّجته الحضارة الإسلامية التي بزغت أنوارها الأولى على أرض هذه البلاد الطاهرة، وهو الأمر الذي يدعو للفخر، ويجعلنا نزداد إصراراً وحماساً في مواصلة أعمال الكشف الأثري".