يمثل اليوم العالمي لهشاشة العظام الذي حددته منظمة الصحة العالمية بيوم 20 أكتوبر من كل عام؛ منصة تثقيفية للتذكير بخطورة الإصابة بالمرض، ونشر التوعية عنه بشكل مكثف من ناحية التعريف بالمرض وتوضيح العواقب المستقبلية الناتجة عن عدم تشخيصه مبكراً، وأسباب الإصابة به وطرق علاجه المتاحة؛ حيث يعد من الأمراض المنتشرة بكثرة على مستوى العالم أجمع. ومن أسباب الإصابة بالمرض فقد عنصري الكالسيوم والحديد وبعض المعادن الضرورية، حيث يحدث ضعف تدريجي في العظام والمفاصل، ويتطور بشكل بطيء وصامت وتزيد حدته مع التقدم في العمر؛ حيث تشير الدراسات المتخصصة أن نسبة الإصابة بهشاشة العظام منتشر بين النساء أكبر بكثير من الرجال، ويعزى ذلك إلى النقص في الكتلة العظمية لديهن نتيجةً للحمل والإرضاع، والهرمونات الأنثوية وسن اليأس، إذ تصاب امرأة واحدة من بين حوالي 3 نساء، بينما يصاب رجل واحد من بين 5 رجال بهذا المرض. وأكد رئيس مركز التخصصات الطبي بجدة الحاصل على الدكتوراة بالروماتيزم من بريطانيا استشاري الروماتيزم بلندن الدكتور ضياء الحاج حسين على ضرورة الحفاظ على صحة العظام منذ الصغر والتأكد من صحة بنائها وقوتها، وذلك باتباع أنظمة غذائية صحية وسليمة، وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس؛ مشيراً إلى أن العظام عبارة عن أعضاء حيوية يمكنها المرور بعمليات من البناء والهدم خلال مراحل حياة الإنسان المختلفة. ونوه بأهمية الكشف المبكر على هشاشة العظام الذي يعتبر "المرض الصامت الكامن"؛ حيث أن هناك بعض الأمراض التي تزيد الشخص بالإصابة بهشاشة العظام مثل التهاب المفاصل الروماتزمي والسكري، ونشاط الغدة الدرقية وغيرها؛ مشدداً على نمط الحياة الصحي "الغذاء والنشاط البدني" لما لها دور أساس في الوقاية من هشاشة العظام؛ التي تعتبر مشكلة عالمية متزايدة في جميع أنحاء العالم. من جانبه بين استشاري جراحة العظام الدكتور محمد بن حسين الكاف أن الوراثة تُعد من العوامل الرئيسة التي تزيد نسبة الإصابة بهشاشة العظام، إلى جانب الإصابة ببعض مشكلات الغدد وإنتاج الهرمونات كنقص هرمون الغدد التناسلية، وزيادة إفراز الغدة الدرقية والجار درقية، ومتلازمة كوشينغ، ونقص هرمون الإستروجين؛ لافتاً إلى أن استخدام بعض الأدوية بجرعات عالية ولفترات طويلة له دور أيضاً في الإصابة بهشاشة العظام. وقال: إن هناك عوامل أخرى للإصابة بهشاشة العظام كتناول الكافيين المفرط، والتدخين، ونقص الكالسيوم أو فيتامين "د"، وقلة النشاط البدني؛ في حين يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بهذا المرض، والتي من أهمها بدء الوقاية من مرحلة الطفولة وتمتد إلى كل مراحل العمر من خلال بناء عظام قوية، وذلك يعتمد على اتباع نظام غذائي صحي من خلال الحصول على ما يكفي من البروتين، والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى الكالسيوم، وفيتامين "د"، حيث تعد جميعها عوامل أساسية في المساعدة على الحفاظ على تشكيل العظام وكثافتها. كما أثبتت الدراسات أن نسبة تكسر العظام بسبب هشاشة العظام لدى النساء تبلغ حوالي 80 % تقريباً بالمقارنة مع نسب الإصابة بالكسور لدى الرجال، وأن حوالي 13% من عدد الرجال الذين تتجاوز أعمارهم خمسين عامًا سيصابون ببعض الكسور المرتبطة بمرض هشاشة العظام خلال حياتهم، نتيجةً للضعف الذي يقع على العظام خلال فترة الشباب والمراهقة، إذ إن حوالي 50% من تكوينها يتم خلال مرحلة الشباب. وتسعى مختلف القطاعات الصحية لإطلاق البرامج والحملات التوعوية تزامناً مع فعاليات اليوم العالمي لهشاشة العظام، تركز على تقديم المعلومات الكافية عن الإصابة بهشاشة العظام، وطرق تجنب الإصابة بها، والاعتناء بالصحة والتغذية السلمية؛ والتي تهدف من خلالها إلى رفع وعي المجتمع عن عوامل الخطر للإصابة بهشاشة العظام، وكذلك رفع وعي المجتمع عن التشيخ الصحي النشط ونمط الحياة الصحي؛ للوقاية من هشاشة العظام والكسور الناجمة عنها.