حذرت الأوساط الطبية من توسع دائرة مرض هشاشة العظام وخصوصا بين النساء، ووفقاً لآخر الإحصاءات التي ذكرتها وزارة الصحة، قُدِّرت نسبة الإصابة بهشاشة العظام في المملكة 30-40 %، وينتشر بين النساء بنسبة أكبر بكثير من الرجال، ويعزى ذلك إلى النقص في الكتلة العظمية لديهن نتيجةً للحمل والإرضاع، وكذلك بسبب الهرمونات الأنثوية وسن اليأس، إذ تصاب امرأة واحدة من بين نحو 3 نساء بمرض هشاشة العظام، بينما يصاب رجل واحد من بين 5 رجال بهذا المرض، كما أثبتت الدراسات أن نسبة تكسر العظام بسبب هشاشة العظام لدى النساء تبلغ نحو 80 % تقريباً بالمقارنة مع نسب الإصابة بالكسور لدى الرجال، كما أن نحو 13 % من عدد الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً سيصابون ببعض الكسور المرتبطة بمرض هشاشة العظام خلال حياتهم، نتيجةً للضعف الذي يقع على العظام خلال فترة الشباب والمراهقة، إذ إن نحو 50 % من تكوينها يتم خلال مرحلة الشباب، ولذلك لا بدّ للإنسان من الحفاظ على صحة عظامه منذ الصغر والتأكد من صحة بنائها وقوتها، وذلك باتباع أنظمة غذائية صحية وسليمة، وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس، فقد ثبت أن العظام عبارة عن أعضاء حيوية يمكنها المرور بعمليات من البناء والهدم خلال مراحل حياة الإنسان المختلفة. «البلاد» حملت الملف الصحي والتقت بعدد من الاطباء الذين أكدوا أن هشاشة العظام أو " المرض الصامت " يحدث ببطء داعين إلى ضرورة التعرض للشمس والانتباه للتغذية وتناول الأطعمة التي تتضمن الحليب ومنتجاته، لافتين إلى أن الوراثة تُعد من العوامل الرئيسة التي تزيد نسبة الإصابة بهشاشة العظام، إضافةً إلى الإصابة ببعض مشكلات الغدد وإنتاج الهرمونات مثل: نقص هرمون الغدد التناسلية، وزيادة إفراز الغدة الدرقية والجار درقية، ومتلازمة كوشينغ، ونقص هرمون الإستروجين، وأن استخدام بعض الأدوية بجرعات عالية ولفترات طويلة له دور أيضاً في الإصابة بهشاشة العظام، كما أن هنالك عوامل أخرى مثل تناول الكافيين المفرط، والتدخين، ونقص الكالسيوم أو فيتامين (د)، وقلة النشاط البدني. وأضافوا أنه يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بمرض هشاشة العظام، من أهمها أن تبدأ الوقاية من مرحلة الطفولة وتمتد إلى كل مراحل العمر من خلال بناء عظام قوية، وذلك يعتمد على اتباع نظام غذائي صحي من خلال الحصول على ما يكفي من البروتين، والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى الكالسيوم، وفيتامين (د)، حيث تعد جميعها عوامل أساسية في المساعدة على الحفاظ على تشكيل العظام وكثافتها. في البداية وصف استشاري النساء والولادة البروفيسور حسن جمال ، مرض هشاشة العظام بالمرض الصامت، وإنه يجب أخذه على محمل الجد. ودعا المرأة في دول الخليج العربي وخصوصا السعودية إلى أن تكون أكثر حرصا على حالتها الصحية، والتعرض للشمس، وتناول الأطعمة المحتوية على كالسيوم، إضافة إلى شرب ما لا يقل عن ثلاثة أكواب من الحليب. وأكد أن نقص الفيتامين «د» يعد أحد عوامل الإصابة بمرض هشاشة العظام الذي تعانيه 55 في المئة من نساء الخليج وهو من الأمراض الخطيرة، لأنه من الممكن إذا تعرضت السيدة لأي حادث بسيط أن ينتج عنه كسر يستدعي جلوسها دون حراك ما يقارب الستة شهور. قوة العظام من جانبه يقول استشاري الروماتيزم الدكتور ضياء الحاج حسين ، إن قوة العظام تزداد في مقتبل الحياة، عندما نكون في مرحلة النمو، وتصل عادة إلى ذروة قوتها في أواخر سن المراهقة أو في العشرينات من العمر، ومن ثم تبدأ العظام بالترقق تدريجياً وتصبح أكثر هشاشة طوال الجزء المتبقي من عمرنا، ويصل النمو الخطي إلى أقصاه بين عمر 15-20 عاما، وبعد ذلك تستمر الكتلة العظمية في الزيادة من خلال النمو التراكمي، ويتم في معظم الأحيان الوصول إلى ذروة الكتلة العظمية خلال العقد الثالث من العمر. المشروبات الغازية ولفت الدكتور رضا إلى أن بعض الدراسات أوضحت أن المشروبات الغازية تساعد على ازدياد فقدان الكالسيوم من العظام، وبالتالي قابلية سرعة الإصابة بهشاشة أو لين العظام، لكون هذه المشروبات تحتوي على نسبة عالية من الفوسفور، لذلك تربك التوازن المطلوب بين الفسفور، والكالسيوم، وتعوق امتصاصه، وتزيد من طرحه في البول. ودعا إلى الحرص على 5 أمور لتجنب الهشاشة، أولها الحركة وعدم الجلوس أو الوقوف المستمر لفترات طويلة، والتعرض للشمس، وتجنب التدخين، والحد من تناول القهوة والشاي، إذ وجد أن تناول فنجانين من القهوة يوميا أو أكثر يعتبر من العوامل المؤهلة لحدوث هشاشة العظام، وتناول الأكل الصحي، والحد من الوجبات السريعة والحلويات والشوكولاتات. عوامل متعددة أما استشاري النساء والولادة الدكتور هشام عرب فيؤكد ان هناك عوامل تزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام ولا يمكن التحكم بها، فبعض العوامل تجعل الشخص أكثر عُرضةً للإصابة بهشاشة العظام ولكن لا يمكنه تغييرها، ومنها: الجنس حيث تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنةً بالرجال. كما أن التقدّم في العمر يزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، وتشير الأبحاث أن الآسيويين والبيض عامة أكثر عُرضة للإصابة بهشاشة العظام. كما أن للتاريخ العائلي نسبة لا يستهان في الإصابة بهشاشة العظام إذ يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة في حال إصابة أحد أبَويه بالهشاشة وخاصةً في حال معاناة أحدهم من كسور الحوض الناتجة عن الهشاشة، وكذلك ترتفع إصابة الشخص بالهشاشة إذا كان أخوه مصاباً بها. طبيعة الغذاء وأضاف الدكتور عرب أن هناك عوامل ذات علاقة بطبيعة الغذاء إذ يعد الشخص أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في حالات قلة تناول الكالسيوم فتناول الشخص كميات قليلة من الكالسيوم لمدى طويل يقلل كثافة العظام، ويُسرّع فقدها، ويزيد احتمالية إصابتها بالكسور. كما أن اضطرابات الغذاء لها دور في الإصابة فتناول الطعام بكمياتٍ محدودة جداً ومعاناة الشخص من بقاء وزنه تحت الحد المثالي يضعف العظام ويسبب هشاشتها. وتابع بقوله : إن هشاشة العظام تعد من الأمراض واسعة الانتشار في المنطقة العربية، ولها مسميات مثل هشاشة داء الماسية، ترقق العظام ، وهن العظام، وكل هذه المسميات لمرض واحد وهي حالة ضعف أو نقص في كثافة العظام والتي تؤدي إلى هشاشتها وسهولة كسرها، وغالباً لا توجد علامات لهشاشة العظام وقد تظهر بعض العلامات بعد تعرض الشخص لكسر في عظمه ، والعظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين هي عظام الورك والفخذ والساعد والعمود الفقري. خطوات التعايش وحول التعايش مع المرض تقول استشارية التغذية رويدا إدريس: أهم خطوات التعايش مع هشاشة العظام العلاج والوقاية فالوقاية لتجنب مضاعفات المرض تتمثل في :المتابعة المستمرة كل ستة أشهر لعمل أشعة لقياس كثافة العظام. وتناول400 وحدة دولية من فيتامين "د" يومياً. تناول كمية كافية من الكالسيوم ما بين 1000 إلى 1500 ملجم يومياً. ممارسة الرياضة (الجري الخفيف) بشكل منتظم للحفاظ على صحة العظام. التوقف عن التدخين وتجنب المشروبات الغازية والكحولية وعدم الإسراف في النحافة. أما العلاج فيحدده الطبيب المعالج وفق خطة محددة. طرق الوقاية من الهشاشة يُعد مرض هشاشة العظام من الأمراض المنتشرة بكثرة على مستوى العالم أجمع، وهو من الأمراض التي لا تظهر لها أعراض واضحة، حيث يحدث ضعف تدريجي في العظام والمفاصل، نتيجةً لفقد عنصري الكالسيوم والحديد وكذلك بعض المعادن الضرورية، وهذا النقص يسبب حدوث مسامات في العظام مما يصيب الجسم بترقق عظامه وكسرها بسرعة عند حدوث أية حوادث مهما كانت بسيطة مثل السقوط على الأرض، ويتطور هذا المرض بشكل بطيء وصامت وتزيد حدته مع التقدم في العمر، ويُكتشف عادةً عندما تتعرض العظام للكسر خصوصًا العظام الموجودة في العمود الفقري وعظام الفخذين والرسغين. وتصيب هشاشة العظام ملايين الناس حول العالم، وعلى الرغم من خيارات العلاج المتعددة الفعالة؛ إلاً أن التأخر في تشخيص المرض وعلاجه يتسبب بحدوث أضرار جسيمة، ولذلك يجب أن نسعى إلى التقييم والعلاج في الوقت المناسب للحد من العبء البشري، والاجتماعي، والاقتصادي الناجم عنه. وخصصت منظمة الصحة العالمية يوم 20 أكتوبر من كل عام، ليكون يومًا عالميًّا لمرض هشاشة العظام، للتذكير بخطورة الإصابة به، ولنشر التوعية عنه بشكل مكثف من ناحية التعريف بالمرض وتوضيح العواقب المستقبلية الناتجة عن عدم تشخيصه مبكرًا، وأسباب الإصابة به وطرق علاجه المتاحة. وكشفت وزارة الصحة أن حوالي 13 % من عدد الرجال الذين تتجاوز أعمارهم خمسين عامًا سيصابون ببعض الكسور المرتبطة بمرض هشاشة العظام خلال حياتهم، نتيجةً للضعف الذي يقع على العظام خلال فترة الشباب والمراهقة، إذ إن حوالي 50 % من تكوينها يتم خلال مرحلة الشباب، ولذلك لا بدّ للإنسان من الحفاظ على صحة عظامه منذ الصغر والتأكد من صحة بنائها وقوتها، وذلك باتباع أنظمة غذائية صحية وسليمة، وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس، فقد ثبت أن العظام عبارة عن أعضاء حيوية يمكنها المرور بعمليات من البناء والهدم خلال مراحل حياة الإنسان المختلفة.