تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، نظمت غرفة المنطقة اليوم، بشراكة إستراتيجية مع الهيئة العامة للأوقاف، ملتقى ممارسات الأوقاف 2022م، تحت عنوان (الإبداع والابتكار الوقفي)، وذلك بمقر الغرفة بالدمام . وأوضح رئيس غرفة الشرقية بدر الرزيزاء خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن سمو نائب أمير المنطقة الشرقية، أن هذه الدورة الجديدة تأتي استكمالاً لمسيرة التوعية التي تتبناها الغرفة والهيئة العامة للأوقاف بالوقوف على أفضل الممارسات والمبادرات والبرامج المبتكرة والإبداعية في المجال الوقفي وسُبل تعميمها في المملكة والمنطقة، بما يحُقق عوائد استثمارية عالية وأوقاف مستدامة تتماشى وأهداف رؤية المملكة2030م . ونوه بما أولته الحكومة الرشيدة "حفظها الله" من اهتمام كبير بالقطاع الوقفي، الذي يُعد أحد أهم القطاعات دعمًا لمستهدفات التنمية المستدامة من وزيادة المساهمات الوقفية اقتصاديًا واجتماعيًا، وإحياء وتنمية وتطوير شعيرة الوقف بين أوساط قطاع الأعمال، ونشر الوعي بأهمية تأسيس الأوقاف وتبني الممارسات الوقفية، فأصبحت بمثابة منصة تواصل معرفي بالممارسات الوقفية الناجحة محليًا وخارجيًا وعاملاً مساعدًا للإلمام بالقضايا التنموية والاستثمارية والشرعية لمنظومة الوقف . كما يُقدم الملتقى، رسالة مهمة لرجال وسيدات الأعمال، ببحثه خلال هذه الدورة الأساليب الإبداعية والمبتكرة ذات المردودات الإيجابية على زيادة العائد من الأوقاف ورفع كفاءة القطاع الوقفي سواء من ناحية جودة الخدمات المقدمة أو من ناحية الارتقاء بالقطاع ككل في منظومة الاقتصاد الوطني . من جانبه، أوضح محافظ الهيئة العامة للأوقاف عماد بن صالح الخراشي، أن القطاع الوقفي يشهد في الآونة الأخيرة حراكًا كبيرًا وتطورًا ملحوظًا بفضل الله ثم دعم قيادتنا الرشيدة وعنايتها بهذا مما نتج عنه نموًا في الممارسات المتميزة والمبتكرة في هذا المجال، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل مع شركائها على تفعيل هذا الدور وتحفيز القطاع الوقفي وتمكينه للتوسع في مجالات الإبداع والابتكار وخلق مبادرات نوعية تتوافق مع احتياجات المجتمع والتوجهات التنموية لتتكامل مع جهود القطاعات الأخرى في هذا المجال . وعدّ الملتقى إحدى المنصات المهمة التي تثري هذا الجانب كونه يُسلط الضوء على أهمية التجديد في مجال الممارسات الوقفية حيث تعمل الهيئة مع شركائها على طرح منتجات مبتكرة تواكب الاحتياجات وتسهم في جلب واقفين جُدد وهذا بدوره سيكون أحد العوامل المحفزة على نمو القطاع الوقفي وتنوعه وتوسعه، متطلعاً إلى إيجاد شراكات فاعلة ومهمة تُسهم في تسريع وتيرة الإنجاز وتحقيق المستهدفات، حيث سيشهد القطاع قريبًا تغيرًا ملحوظًا ونموًا سريعًا ونوعيًا ونضجًا كبيرًا في أنظمته وحكومته وكياناته وبرامجه ومبادراته وأثره، ومعالجة مختلف التحديات التي تواجهه بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة . من جهته، نوه عضو مجلس الإدارة نائب رئيس لجنة الأوقاف بغرفة الشرقية حمد الحماد، بالإستراتيجية الواضحة التي وضعتها القيادة الرشيدة (حفظها الله) للارتقاء بهذا القطاع الحيوي، للنهوض بالأوقاف والمحافظة على استمرارية دورها وترسيخ مكانتها لتصبح مساهمًا رئيسًا في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية التي تخوضها البلاد تماشيًا مع الهياكل والبرامج والمبادرات الحديثة للقطاع عالميًا، مشيرًا إلى ما يطرحه الملتقى من موضوعات ذات الشأن بالابتكار والإبداع في القطاع الوقفي من خلال مجموعة معتبرة من أوراق العمل التي يقدمها متخصصون في المجالات الوقفية. وأكد الملتقى أهمية نشر ثقافة الإبداع والابتكار واستشراف المستقبل للأوقاف، وأوصت خلاله اللجنة العلمية بزيادة الاهتمام بنشر ثقافة الوقف المبتكر على جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والعمل على دعم وتمكين قطاع الأوقاف بالاستثمار في الفرص والتقنيات الناشئة والمبتكرة من خلال التعاون مع الهيئة العامة للأوقاف، ودعت كذلك اللجنة إلى بناء إستراتيجية تُشارك فيها الجهات والمؤسسات الوقفية وبشراكة مع المؤسسات الحكومية لتعزيز تطوير الأوقاف المبتكرة، وتكثيف العمل على تسهيل تمويل الأفكار ومشاريع الأوقاف المبتكرة من خلال حاضنات الابتكار، وأيضًا زيادة الأوقاف الخاصة بالمؤسسات التعليمية والصحية والسكنية من خلال التطبيقات المبتكرة للأوقاف. وقد أعلن الملتقى العديد من المبادرات الوقفية، كمنصة وقف الأفكار، عن المعهد الدولي للوقف الإسلامي، وهي منصة إلكترونية لتجميع الأفكار حول الأوقاف وكيفية تطوير منتجات وقفية قائمة أو ابتكار منتجات وقفية جديدة، ومبادرة " أوقف " التي أطلقتها شركة إحياء الاستثمار الوقفي، فضلاً عن إطلاق القرية الوقفية الطبية بحاضرة الدمام، عن جمعية الأوقاف الصحية، وكذلك إطلاق مبادرة وقف التعليم الرائد، التي أعلنها الأستاذ رشيد بن عبد العزيز الحصان، عن مجموعة الحصان التعليمية بهدف خدمة التعليم من خلال إطلاق برامج تعليمية تعمل على تحفيز الطلاب، وأيضًا مبادرة كتاب رحلة الواقف التي أطلقها فضيلة الشيخ سعد بن محمد المهنا، وكان الملتقى، قد شهد عقد نحو خمس جلسات تضمنت عرض نحو 14 ورقة عمل، قدَّمها مجموعة من المتخصصين من داخل وخارج المملكة وتناولت العديد من الجوانب ذات العلاقة بالإبداع والابتكار في القطاع الوقفي ودورها ومستقبلها في المشهد الاقتصادي الوطني، وصاحبه معرضًا لنحو 17 جهة وقفية قدموا خلاله منتجاتهم وتجاربهم الوقفية، وسط حضور العديد من المسؤولين الحكوميين ورجال وسيدات الأعمال وأصحاب الخبرات من المتخصصين والمهتمين في مجال الأوقاف .