كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أمام العالم عن أول صورة من تلسكوب جيمس ويب، في لقطة نادرة تظهر المجرات التي تشكلت بعد فترة وجيزة من الانفجار الكبير قبل أكثر من 13 مليار سنة. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في حفل أقيم بالبيت الأبيض ونشرت خلاله باكورة حصاد التلسكوب الفضائي، إنّ هذه الصورة العلمية والملوّنة والتي التقطت بالأشعة تحت الحمراء هي الأولى من نوعها وتمثّل يوماً "تاريخياً". ونشرت هذه الصورة بعد ستّة أشهر من إطلاق جيمس ويب، أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق. وبينت "ناسا" أنّ هذه الصورة هي "الأكثر عمقاً والأكثر وضوحاً التي تُلتقط للكون حتى اليوم". وتظهر في الصورة آلاف المجرّات التي تشكّلت بعيد الانفجار العظيم وولادة الكون. وقد استهدف التلسكوب في هذه الصورة التي تكشف خبايا بدايات الكون، مجموعة المجرات المسماة SMACS 0723 والتي تعمل كعدسة مكبرة، ما أتاح أيضا الكشف عن أجسام كونية بعيدة جدا تقع خلفها، وهو تأثير يسمى عدسة الجاذبية. وقد التُقطت الصورة المليئة بالتفاصيل، إثر مراقبة استمرت اثنتي عشرة ساعة ونصف ساعة، وهي تُظهر آلاف المجرات، تضم في قلبها آلاف الهياكل "التي لم تُرَ سابقاُ البتة"، بحسب وكالة ناسا. لذلك فإن العمل البحثي ابتدأ للتو، إذ أشارت وكالة ناسا إلى أن "الباحثين سيبدؤون قريبا في معرفة المزيد عن كتل هذه المجرات وأعمارها وتاريخها وتركيبها". وتتمثل إحدى المهام الرئيسة لتلكسوب جيمس ويب، تحفة الهندسة الفضائية بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار، في استكشاف العصور المبكرة للكون، وفي علم الفلك، الغوص في الفضاء يوازي العودة في الزمن، فالضوء المرصود قد سافر لمليارات السنين قبل أن يصل إلينا. وتشكل الكواكب الخارجية (الكواكب التي تدور حول نجم غير شمسنا) أحد مجالات البحث الرئيسة لجيمس ويب. وقد اكتُشف حوالى خمسة آلاف منها منذ عام 1995، لكنها ما تزال غامضة للغاية. ويكمن الهدف في دراسة الغلاف الجوي الخاص بها لتحديد ما إذا كان من الممكن تحول بعضها إلى عوالم مواتية لتطور الحياة، بفضل ملاحظاته في الأشعة تحت الحمراء القريبة والمتوسطة، سيتمكن التلسكوب جيمس ويب من الرؤية عبر سحب الغبار التي لم يكن ممكنا استكشافها بواسطة سلفه، تلسكوب هابل الفضائي الشهير. فلهذا التلسكوب الذي تم إطلاقه في عام 1990 وما يزال قيد التشغيل، قدرة صغيرة لاختراق الأشعة تحت الحمراء، لكنه يعمل بشكل أساسي في الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية. كما أن الاختلافات الرئيسة الأخرى بين التلسكوبين تكمن في أن المرآة الرئيسة لجيمس ويب أكبر بثلاث مرات تقريباً من مرآة هابل، كما يمكنه التنقل لمسافات أبعد بكثير: 1,5 مليون كيلومتر من الأرض، مقابل 600 كيلومتر لهابل. ويمثل نشر هذه الصور الأولى البداية الرسمية للدورة الأولى من المراقبة العلمية للتلسكوب.